على رغم حصول البحرين على مركز متقدم في تقارير التنمية البشرية التي تصدر عن مؤسسات الأمم المتحدة، فإن ذلك لن يشفع كثيرا لمسيرة التعليم في البحرين، ولن يعطيها «صك البراءة» من بعض الأخطاء التي قد تكون جرائم ضد مسيرة التعليم في البلاد، التي شهدت فترات مبهرة ومتقدمة يشار لها بالبنان في المنطقة.
وبحسب علمي المتواضع جدا، أعتقد أن جودة التعليم تقاس ضمن الكثير من المعايير والمؤشرات، من ضمنها - ظاهريا على الأقل - عدد المدرسين لعدد التلاميذ، فكلما قل العدد طبعا سيكون ذلك أجدى لتحصيل العلم ونهل المعرفة، لكن في الظروف التي تعيشها بعض مدارسنا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مدرسة (...) الثانوية التي أصبحت فصولها على ما يبدو تعج بالتلاميذ حتى أصبحت الصفوف تضيق بالطلاب، ففي بعض الفصول يصل عدد الطلاب إلى 40 طالبا، أي أن مدرسا واحدا فقط مطالب بتوصيل معلومات كاملة ومتابعة استفسارات هؤلاء الطلبة في أقل من ساعة! ولكم أعزائي تخيل موقف هذا المدرس المسكين.
فالمدرس إنسان قبل أي شيء آخر، وقبل أن نلقي عليه اللوم بعد مراعاة الضمير ومراقبة الله في مهنته، يجب علينا توفير المناخ الملائم لأداء رسالته التربوية... فهل من المعقول في أي مكان من الدنيا أن يقوم مدرس واحد بتدريس مقرر ما لـ 40 طالبا؟! واضرب هذا العدد في أكثر من حصة وفصل. ولو سئل ربع الطلاب فقط سؤالا واحدا فقط، واستغرقت إجابتهم دقيقتين، فإن الحصة لن تكفي بالتأكيد، هذا عدا عن كون المدرس مطالبا بتصحيح الامتحانات، والتحضير للدرس، وعمل وتصحيح الأعمال المنزلية، فهل من الممكن أن يقوم المدرس بذلك في ظل هذا العدد الكبير من الطلاب في الصف الواحد؟!
ربما لا يكون نظام التعليم عندنا مثالياَ، وقد يكون بعض الطلاب ليسوا ممن يكترثون بطرح الأسئلة ومحاولة الحصول على المعرفة بكل سبيل، لكن ذلك لا يعني إطلاقا أن نظلم نظام التعليم في البلاد، ولا نهيئ الأرضية لهذا الجيل والأجيال المقبلة بتوفير مناخ صحي للتعليم، وليس «مفارخ» للمتخرجين فحسب
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ