العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ

سجون البحرين (4)

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن السجون لابد أن يكون مصحوبا بالحديث عن الطعام الذي يقدم فيها، والحديث عن سجون البحرين لابد أن يكون مقرونا بالحديث عن أشهر ما فيها وهو طبق «الشخر نخر»، طبعا لا يعرف عن هذا الطبق إلا من شاهده وتذوقه وعاش عليه لمدة من الزمن.

«الشخر نخر» ليس طبقا إيطاليا أو هنديا ولا تعرفه الموائد العربية أو حتى التايلندية، «الشخر نخر» وبحسب مدير إدارة الإصلاح والتأهيل المقدم عبدالرحمن راشد عبدالغفار «لا أصل له، ولكن كلمة الشخر نخر تعني لديه الأصل ونقيضه». وبعد تعريف مدير مؤسسة الإصلاح والتأهيل لأشهر طبق شهدته السجون البحرينية سنعلم مدى معاناة السجناء في السجون البحرينية من الوجبة الرئيسية التي تقدم لهم.

إدارة السجون تعتبر «الشخر نخر» صالونة خضار، إلا أن هذه التسمية لا تنطبق على أصل ما يقدم، فلا يمكنك أن تميز ما يقدم سواء من ناحية اللون أو الرائحة أو حتى الطعم، فطبّاخ هذا الطبق غير قادر على تكراره مرتين لصعوبته الشديدة جدا، فإذا سألت سجينا عن طعم أو رائحة أو لون هذا الطبق فبالتأكيد لن يجيبك على هذا السؤال الصعب، رغم تعوّده عليه طوال أيام بقائه في السجن، والسبب بسيط جدا وهو أن هذا الطبق يحقق معادلة واضحة بأنه «الأصل والنقيض» في آن واحد.

مكونات أشهر طبق عرفته السجون البحرينية ماء وأي شيء على أن يعرّض لدرجة حرارة عالية لإذابة ذلك الشيء، طبعا إدارة السجون تسميها خضراوات، وما أداركم ما تلك الخضروات التي قد تجد فيها القشور والحصى والأوراق وغيرها!

أشهر طباخ لـ «الشخر نخر» آسيوي عرف بـ «شنكر» عمل لسنوات طويلة في السجون بعد أن حكم عليه في إحدى القضايا الجنائية، «شنكر» قصير القامة وهو شخصية مرحة أحبّها السجناء لما يضفيه من جو المداعبة أثناء توزيعه هذه الوجبة، فكان يسميها «كوزي» ويقصد بها «الغوزي».

وعندما كان يوزع «شاي الكافور» كان يطرق الأبواب بذلك الكوب الحديد وهو ينادي «جاي جاي جاي»، وقد يسأل البعض ما سر وضع مادة الكافور في الشاي، وهنا الآراء متضاربة بهذا الشأن، إلا أنني أعتقد أيضا أنه يحقق معادلة «الأصل والنقيض» مع «الشخر نخر» التي لا يعرفها احد في طريقة إعداد الأطعمة في السجون ومدى فائدتها وجدواها.

إدارة السجون وبعد إضراب العام 2003 الذي أحدث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للسجناء ألغت مطبخ السجن، وقررت الاعتماد على شركة خارجية لتمويل الإدارة بالغذاء ضمن جدول واضح، ولكن هل تم إلغاء طبق «الشخر نخر» من القائمة أم لا؟ لا أحد يعلم وذلك؛ لأن هذا الطبق لا أصل له.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً