الدلالات والعلامات التي تشير إليها مبادرة وزارة الإعلام بتبني بث مسابقة الحاج حسن العالي الثقافية عبر شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان ضمن جدول برامجها لهذا الشهر - حسبما أعلن مسئول الإعلام والتسويق للمسابقة حسن محفوظ - إيجابية في مجملها، وتدعو للتفاؤل بمستقبل العلاقة بين المؤسسة الحكومية المختصة بالشئون الثقافية (وزارة الإعلام) والمؤسسات الأهلية الثقافية.
بعيدا عن النظر بسوداوية إلى كون تلفزيون البحرين أصبح عاجزا عن تقديم برامج جديدة تنافس القنوات الفضائية العالمية، وهو ما أفصحت عنه الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، إذ كانت البرامج لا تتعدى فكرة المقابلات المملة والبرامج المنسوخة عن قنوات أخرى، وبرامج الشخص المتحدث الواحد، إضافة إلى بعضٍ من المسلسلات المشتراة (بغير عناية)، في غياب أي إنتاج خاص بهيئة إذاعة وتلفزيون البحرين كما جرى عرفهم كل عام بإنتاج مسلسل واحد يتيم يتعكزون عليه طيلة العام ويشاركون به في كل المسابقات المختصة بالإنتاج الإعلامي والتلفزيوني، فإن فكرة إشراك القطاع الأهلي في إعداد برامج مشتركة مع التلفزيون يبدو فكرة أكثر جدارة من تدوير الإداريين والموظفين داخل الوزارة، إذ إن طوب البيت سيبقى طوبه حتى لو هدمناه واستخدمناه من جديد في إعادة البناء.
الفكرة أن تلفزيون البحرين صار قوقعة معقدة الدهاليز ومحكمة الإغلاق، فيما العالم الخارجي والمؤسسات أصبحت تواكب التطورات، وتوظف أكثر الوسائل الإعلامية والتقنية حداثة، حتى أصبح بعضها قادرا على إنتاج أفلام وإعداد برامج جماهيرية، اجتماعية وثقافية.
وحتى لا نطيل، فإن تلفزيون البحرين كان حريا به الاستفادة من كل تلك الموجات التي أخذت تلاطم جدران مبناه المنيع، وتصدّ عائدة إلى حيث نشأت، فذلك كان كفيلا بتغذية الإنتاج التلفزيوني بالكثير من الأفكار، وكان تلفزيون البحرين سيصبح أقرب إلى الناس بحضوره معهم ومشاركتهم في أحداثهم وتطوراتهم.
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ