كنت متيقنة بأن نسخة المسلسل الرمضاني الشعبي الكرتوني الثالثة من «الفريج» لن تكون أقل مستوى من سابقتها، ولعل الحكم عليها من الحلقة الأولى يعد نوعا من التحيز والاندفاع لمسلسل «أحبه جدا» وأتمنى في قرارة نفسي أن ترقى جميع حلقاته لسقف تطلعاتي.
أنا وجميع محبيه أول من جلس أمام تلك الشاشة الصغيرة لمشاهدة شخصيات أحببنها كثيرا، أم خماس، أم علاوي وأم سعيد وأم سلوم.
لتحمل الحلقة الأولى منه اسم «جميلة»، بنت أم جميل الجارة المؤذية للجميع والتي تنوي أداء فريضة الحج وتأمن «أم سعيد» على ابنتها التي لا تتجاوز الـ 20 عاما، لتصدم أم سعيد بجيل مختلف عن جيلها يحمل أفكارا ومبادئ وعادات لا علم لها بها وخلال فترة سفر أم جميل، عكفت أم سعيد على تلقين «جميلة» كل ما هو أصيل ضمن تربية تركز على الإيمان والوطنية وحب العمل والناس، لتكون المفاجأة لأم جميل بابنة لا عهد لها بها.
أكثر ما يشد انتباهي لهذا المسلسل لا تراثيته وحفاظه على الأصالة ودقة عمل القائمين عليه في المونتاج وربط الصوت بالصورة أو حتى في «لقفاته» وجوه المرح بقدر ما يعجبني تركيزه على جودة المضمون وأهمية الفكرة المطروحة، ليبدأ سلسلة حلقاته بحلقة تدور فحواها حول أهمية التربية وتجاوز فكرة أن الخلل الحاصل في تربية الأجيال الجديدة يعود لاختلاف الزمان.
لتعلنها «أم سعيد» بأن «الحب يطلع على بذره» وأن التربية تقوم على أهمية الاهتمام باللبنة الأولى، لتؤكد بذلك أن زماننا بخير وأن العيب فينا لا بزماننا وأن تمسكنا بأصالتنا وتناقلنا لعاداتنا جيل بعد جيل كفيلة بأن تجعل من أبنائنا نسخة مكررة منا.
العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ