وداعا بيجين... يقولها جميع الرياضيين بملء أفواههم بعد أن مكثوا الساعات الطويلة أمام التلفاز يتابعون الإبداع الرياضي والتألق وكسر الأرقام وحاجز الأزمنة لتصبح العاصمة الصينية رقما صعبا في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة التي انطلقت من اليونان قبل أكثر من 100 عام... والعالم أصبح بعد هذه الدورة يتطلع إلى شعب الصين باحترام أكبر؛ لأنها وحدها تمكنت أن تفرض احترامها على كل الشعوب باحترامها وتنظيمها المتقن وتفاني شعبها من أجل إبرازها وقدرتهم على التغلب على التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد عليها الشعوب في تسيير برامج البطولات وإخراج حفل افتتاح رائع وبديع، ولكن الشعب الصيني بما قدمه في حفل الافتتاح أثبت أن الإنسان هو الإبداع والأكثر قدرة على الإمتاع.
أما أجمل الابداعات وأفضلها في نظري فقد جاءنا من بلد فقير نسبيا لا يتعدى تعداده 3 ملايين نسمة ويعتمد ثلثا شعبه على الزراعة... إنهم أبطال جامايكا الذين حطموا الأرقام القياسية متغلبين على أعتى الدول وأغناها معتمدين اعتمادا كليا على قدراتهم الوطنية في تخريج أبطال بصورة علمية صحيحة بدءا من المدرسة وحتى مصنع الأبطال.
أما الحديث عن الرياضة العربية وما حققته في هذه الدورة فهو سيبقى ذا شجون وهموم لا تنتهي، يعكس حال الإنسان العربي ووضعه الصعب ووضع الرياضة العربية الغلط على رغم ما تصرفه الدول العربية من مبالغ باهضة وانفاق كبير يفوق ما تصرفه جامايكا على أبطالها مئات المرات ولكنها لا تذهب في مكانها المناسب، ولا تصرف بطريقة علمية سليمة، لأنها تتحكم فيها الأهواء والإرادة الفوقية حتى أصبحت الرياضة العربية تبدأ من القمة عكس كل الرياضات التي تبدأ من القاعدة. ولكن يبقى الإنجاز البحريني والتونسي علامة مضيئة على رغم قناعتنا التامة بأننا نملك الأفضل والأحسن.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ