العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ

سجون البحرين (3)

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

السجن سيبقى سجنا. ولن يكون أي سجين راضيا عن سجنه مهما كان، إذ إن أساس فكرة السجن هو تقييد الحرية وبالتالي فإن أي إنسان أو حتى حيوان لن يرضى بحبسه سواء كان ذلك في قفص أو في قصر مشيد من ذهب.

التذمر الذي يعيشه المساجين في البحرين أمر طبيعي ويحصل في جميع سجون العالم، فلا يوجد سجين واحد في هذا العالم راضٍ عن وضعه، إلا إذا كان مختلا عقليا لا يفقه معنى الحرية أو يائسا وبائسا من وضعه الاجتماعي ليجد أن المخرج الوحيد من كل تلك التعقيدات الدنيوية هو اللجوء إلى الجريمة ومن ثم السجن، وهي حالات استثنائية لا يمكن القياس عليها.

لكن عندما يخرج هذا التذمر ليصل إلى حالة إعلان الإضراب العام في السجون، بل يتعدى ذلك الأمر إلى السيطرة التامة على أحد عنابر سجن جو في العام 2003 لمدة أسبوعين كاملين من قبل مساجين متذمرين، فإن ذلك الأمر يتطلب مراجعة ومحاسبة، وخصوصا أن هذا الإضراب الثاني من نوعه في العام ذاته.

ماذا كانت مطالب المساجين في تلك الفترة؟، ومن خلالها يمكننا أن نقيس وضع السجون، تحسين وسائل التأهيل والتعليم والرعاية الدينية، تحسين الرعاية الصحية وتسهيل إجراءات الزيارات والاتصالات، صرف مستلزمات النظافة، السماح للسجناء باقتناء آلات الحلاقة الكهربائية، فصل السجناء حسب الفئات العمرية، تحسين نوعية الطعام، إلغاء نظام السخرة التي يجبر بعض السجناء عليها، وأخيرا السماح لمنظمات حقوق الإنسان بزيارة السجون.

لا أعتقد أن هناك من هو إنسان قد يتحفظ على أي من هذه المطالب المشروعة لسجناء تلك الفترة، وهو الأمر الذي جعل من وزارة الداخلية في ذلك الوقت في موقف محرج جدا، وبالتالي عملت على إعادة حساباتها وتحسين بيئة السجون في البحرين، وهو أمر لا يمكن أبدا نكرانه، فالسجون في البحرين تغيرت عن ما كانت عليه في السابق، إلا أنها مازالت حتى الآن لم تصل إلى كونها سجون إصلاح وتأهيل.

صحيح أن نظام السخرة الذي كان يجبر السجناء على العمل لصالح ضباط في مزارعهم الخاصة أو سفن صيدهم ويخوتهم وتنظيف سياراتهم قد ألغيت وأصبحت هناك رقابة مشددة على ذلك، وأن جودة الطعام تغيرت، إذ لم يصبح الطبق الشهير «شخر نخر» وما يطفو عليه من أمور غريبة وعجيبة الوجبة الرئيسية اليومية، وكذلك ودّع السجناء الباقلة والنخج واللوبة وشاي الكافور وقت الفطور، وفتح الباب للاتصالات، واقتناء أدوات الحلاقة، إلا أن إدارة السجون مازالت ترفض أن تكون هناك زيارات مفاجئة لمنظمات حقوق الإنسان للسجون، فلماذا يا ترى هذا الخوف من هذه الزيارات وعرقلتها بشكل دائم؟

ولماذا لم تفتح السجون مرة ثانية أمام الصحافة لتلتقي المساجين لسماع رأيهم بشأن التطورات الجديدة في مركز الإصلاح والتأهيل؟

أسئلة بحاجة إلى إجابة بشرط ألا تكون معلبة كما هو معتاد، وأن تكون صريحة وواضحة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً