على الرغم من تأكيدات عاهل البلاد في الفترة الأخيرة على التعايش والتسامح الديني والتآلف بين جميع الطوائف والديانات في مملكة البحرين، إلا أن هناك ممارسات لا تكرس ذلك على أرض الواقع بل وتعمل في الاتجاه المضاد لمبدأ التعايش، ولا يروق أبدا لأصحاب تلك الممارسات أن يعيش الجميع في محبة وسلام.
هذا الكلام يقال بعد تجارب طويلة ومريرة، نستعرض واحدة منها؛ فعلى سبيل المثال، في مدينة حمد المنشأة في العام 1984، وتحديدا في مجمع 1204 تقدم الأهالي بطلب حق مشروع كفله الدستور وهو طلب أرض لبناء مسجد عليها، الطلب يعود للعام 1986 وتبعه إلحاح شديد وطلبات متكررة لا تعد ولا تحصى استمرت على مدى 22 عاما، لم يتحقق اليوم سوى «كبينة» يصلون فيها بنوها بأنفسهم بعد أن سئموا من وعود كانت سرابا، وبعد أن ضاع الأمل بين عراقيل الطائفيين وتواطؤ وتلكؤ الجهات الرسمية المعنية.
فصول مأساة الكبينة طويلة، والكبائن هي الأخرى كثيرة جدا الآن في تلك المدينة؛ والسبب هو أننا مكنا بعض الطائفيين في مؤسسات الدولة وفي مواقع حساسة جدا، وهؤلاء هم امتداد وفتات من مرحلة ولّت، والسؤال الموجه للمعنيين في البحرين: أما آن الأوان لاستئصال هؤلاء الطائفيين الذين يقفون ضد رغبات التعايش الديني والذين أثبتت التجارب أنهم لم يعودوا يصلحوا لهذه المرحلة؟
العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ