العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ

فهد رفيع «أنموذجا»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فهد رفيع ابن شاعر البحرين المعروف عبدالرحمن رفيع، الذي ذهب للدراسة في إحدى المدارس البريطانية، ومن ثم توجّه إلى الولايات المتحدة الأميركية لمواصلة دراسته الجامعية يعتبر نموذجا رائدا للشباب البحريني. ومناسبة الحديث عنه هو ما وجدناه من قلة اهتمام الشباب البحريني بالعلم والمثابرة والعمل الدؤوب، ففهد يعتبر نموذجا للشاب البحريني الذي شقّ طريقه في الحياة من دون زيادة الأعباء على والديه على رغم يسر حالهم وشهرتهم، إذ إنه ما أن وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية ليدرس البكالوريوس، حتى قام بالبحث عن عمل يستطيع من خلاله مواصلة تعليمه من دون مساعدة مادية من أحد.

لقد عمل هذا الشاب الطموح في شتى الأماكن، وتنقّلَ من موظف استقبال في جامعته إلى بائع في سلسلة مطاعم ماكدونالد، إلى أن انتهى به المطاف ليعمل موظفا في شركة «فلوريدا ماركتنغ»، بحكم إتقانه اللغتين العربية والإنجليزية، ولم يجعله العمل متقاعسا أو كسولا في الدراسة، بل الإرادة والطموح والتوفيق من الله جعله يتحدى كل الشدائد.

حتى أن والده عبدالرحمن رفيع كان يعنِّفه كثيرا، لعدم تقبل الفهد أي مبلغ من أبيه، إذ كان هذا الشاب دؤوبا وعاملا ومحبا للعمل والعلم كذلك، ما لم يجعله عالة على والده أو والدته ولكنه كان فخرا لهما مثلما كانا مصدر فخر واعتزاز له.

وما إن أكمل فهد رفيع دراسته حتى تبنّته الشركة نفسها - فلوريدا ماركتنغ - لمواصلة العمل عندها، فقبِلَ العرض وواصل المسير. وعلى رغم صعوبة الغربة وعدم معرفة أحد لإسم فهد رفيع، إلا أنّه أثبت قدرته وإبداعه من دون احتياجٍ منه إلى الواسطة والمحسوبية. وما أن قدم إلى البحرين بعد 12 سنة من الغربة بين الدراسة والعمل، حتى شق طريقه في وزارة المالية، ومن ثّم في عقارات السيف إلى أن تبنّته مجموعة ماجد الفطيم مديرا للتسوق والإعلام.

ولكن طموح فهد أكبر من مجرد أن يعمل موظفا، إذ إن حب البحرين ورفع مستوى أبنائها أكاديميا هو الهدف الأساسي الذي يعمل من أجله حاليا. لقد كان سفيرا لبلده من خلال علمه وعمله وتحقيقه لذاته من دون مساعدة أحد وخصوصا والديه الحبيبين على قلبه. ونحن واثقون أن نموذج فهد كان موجودا لدى الشباب البحريني الكادح.

إننا نفتقد هذه الأيام المعنى الحقيقي للطموح والعلم من قبل بعض فئاتنا الشبابية، حتى إننا إذا ذهبنا لأي مجمع من المجمعات لا نجد هوية أبنائنا العربية، وإنما نجد تقليدا أعمى للغرب بطريقة خاطئة جدا.

نتمنى من شبابنا الالتفات للعلم والقراءة والدراسة، وممارسة العمل بجدّية أكثر، وترك الترّهات والتقليد الأعمى الخاطئ للآخرين، ويجب ألا نغفل بأننا نحمل هويّتنا العربية في أي بقعة من بقاع العالم، وأننا سفراء لبلادنا كما كان الفهد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً