قليلة هي تلك المعلومات التي نتلقاها في المرحلة الجامعية ونستفيد منها في حياتنا العملية والتي غالبا ما تكون بعيدة بعض الشيء عن التطبيق العملي، لاعتمادها على نظريات قديمة أو مثالية في الطرح أو لتضاربها بعض الأحيان مع سياسات المؤسسات التي نعمل بها «أحيانا»، ولعل أول درس تلقيته في مرحلتي الجامعية كان عن أساسيات الإعلام وتحديدا عن العملية الاتصالية التي تتكون من مرسل ورسالة ووسيلة ومستقبل ورجع الصدى، وتناولنا خلال مرحلة دراستنا الجامعية تفاصيل كل مرحلة على حدة، ماهيتها وأنواعها وأجدى تلك الأنواع وإلى ما ذلك.
معظم الدراسات الإعلامية اتفقت على أن مرحلة رجع الصدى هي أهم مرحلة على الإطلاق في العملية الاتصالية وهي المرحلة التي نعرف خلالها ردة فعل الجمهور المستهدف حيال الرسالة التي يعكف المرسل على إرسالها، بعض المؤسسات وأجهزة الدولة الحكومية والخاصة وعت هذه النقطة، لذلك رأينا نجاحا باهرا للمسلسل الرمضاني «طاش ما طاش» في جميع نسخه لأنه عمد إلى تدشين استبانتين الأولى لمعرفة رأي الجمهور في العمل والثانية اقتراحات من الجمهور لقضايا من المهم تناولها في النسخ الجديدة منه، ومثله عمد المسلسل الرمضاني الإماراتي «الفريج» إلى اعتماد هذه الطريقة لضمان نجاحه وإرضاء جماهيره بما يتناسب مع جودة مضمونه، ومن هناك إلى البحرين نقدر تفاعل هيئة الإذاعة والتلفزيون مع موضوع نشر يوم أمس (الأحد) حول المطالبات الشبابية بعدم وقف عرض البرنامج الإذاعي «ستار كافيه» التي أكدت أن عرضه سيستمر وستتم إضافة بعض التعديلات عليه إرضاء للجمهور وتفاعلا مع قضاياه المجتمعية.
العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ