الجمال هو جمال الروح، ولكن أصبح المظهر الخارجي من أهم الأمور التي يبحث عنها الرجل والمرأة في الحياة؛ لكوننا موجودين في عصر التكنولوجيا والسرعة والموضة التي بدأت تشغل عقول الكثيرين من الناس ومن بينهم الفنانون والفنانات. وأصبحت عمليات التجميل ظاهرة منتشرة في الكثير من البلدان العربية حتى الأجنبية، وهذا يعود للكثير من الأسباب سواء كانت نفسية أو صحية.

ومن أكثر عمليات التجميل شيوعيا عمليات الأنف؛ لأن الأنف يوجد في مركز الوجه وأي تغيير في شكله يؤثر بشكل واضح وبارز على مبنى الوجه، هذا بالإضافة إلى أن الأنف الجزء الأبرز في وجه الإنسان، إذ عندما يقف أمام المرآة فإن أول شيء ينظر إليه هو أنفه، كما أنه عندما يتحدث إلى أي شخص فإنه ينظر إلى أنفه ثم عينيه.

بشأن تجميل الأنف يتفق جراحو التجميل أن هذه العملية الأكثر صعوبة من بين كل عمليات التجميل، فهي جراحة صعبة من حيث الديناميكيات، كما أنها عملية يراد بها تغيير شكل الأنف من دون التدخل في عمله ووظيفته، وهذا قد يشكل صعوبة بحد ذاته.

وبالرجوع إلى أول فنانة خضعت لمشرط جراحة التجميل، كانت الفنانة الاستعراضية الراحلة نعيمة عاكف، إذ خضعت لمشرط جراح التجميل لإصلاح اعوجاج كانت تعاني منه في أرنبة أنفها. وفي السبعينيات خضعت الفنانة اللبنانية فيروز لجراحة تجميل في أنفها ليصبح أقرب إلى أنف النجمة الفرنسية العالمية صوفيا لورين، التي كان انفها المدبب موضة تلك الأيام.

ومن الفنانات اللواتي قمن بعمليات تجميل الأنف كل من المطربة اللبنانية نورهان ودينا حايك وألين خلف ورولا سعد والمذيعة المشهورة رزان مغربي، والمطربة أصالة التي أعلنت في حوار تلفزيوني لها أنها أجرت عملية تجميل لأنفها ولو عاد بها الزمن لما فعلت لأنها لم تعتد شكلها الجديد واستغربته، وأيضا الممثلة الشابة دنيا سمير غانم ووالدتها الممثلة دلال عبدالعزيز، ونانسي عجرم وهيفاء وهبي، وديانا حداد... وغيرهن كثيرات، علما أن الفنانات لسن الوحيدات، بل هناك كثير من الفنانين الرجال هم أيضا من قاموا بعمليات تجميل لأنوفهم ومن بينهم فايز السعيد، عمر الشريف، محمد فؤاد، فارس مهدي، فيصل دشتي، محمد رجب، وغيرهم كثير.

أنا هنا اليوم لست بصدد حصر أسماء الفنانين والفنانات الذين أجروا عمليات تجميل لأنوفهم ولكني بصدد توضيح بعض النقاط المتعلقة بتلك العمليات أو هي بالأحرى بعض الملاحظات:

- من خلق الإنسان؟ من أعطاه هذا الأنف الكبير أو الصغير؟ أليس الله؟ ألم يقل في كتابه الكريم: «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم» (التين: 4)... فلو رأى سبحانه صورة أفضل من الصورة التي خلقنا عليها لأعطانا إياها قبل أن نقول.

- الملاحظ أن غالبية الفنانات اللاتي قمن بعمليات تجميل لأنفهن قلن إنه كان أعوج أو إن به شحمات تسد مجرى تنفسهن أو إنه متحرك، وغيرها من التبريرات... بيد أنهن نسين أنهن عشن أكثر من عام بهذا الأنف المتحرك وكان يؤدي وظيفته على أكمل وجه، فهي تتنفس منه ولله الحمد.

- في صالونات التجميل، وعندما تقوم خبيرة التجميل بوضع المكياج على وجه المرأة فإن أهم ما تصحح شكله هو أنفها، فإن كان طويلا جدا، ساعدت على أن يبدو أقصر، وإن كان عريضا ساعدت بوضعها ألوان داكنة إلى أن يبدو أنحف... إن كان المكياج وسيلة لإخفاء العيبوب فلم لا يلجأن إليها على رغم أنها أرخص وأقل ضررا بصحة الإنسان؟

تلك هي ملاحظاتي وأترك لكم الباقي... شخصيا أعيش بأنفي الصغير ذي الأرنبة المستديرة والمتكور، ولكنني لا أخجل منه، بل أفخر لأنني سأورثه لأبنائي وأحفادي، وسيأتي يوم يقال فيه إن أنف هذه الطفل يشبه من دون شك أنف أمها أو عمتها أو خالتها حتى جدتها، وسأكون سعيدة لسماع هذه الكلمات فيكفيني أن لي أنفا مميزا، أعطاني إياه الخالق وهو من أحسن تكويني.