نظر مرزوق مع الآخرين إلى عمليات السلب والنهب الجارية في العراق، وسأل احد الاشخاص الذين يشاهدون التلفزيون عن ذلك فكان رده: «إنهم يسرقون من الذين سرقوهم من مسئولين ومؤسسات حكومية». مرزوق احتج على ذلك...
مرزوق: لايمكن تبرير السرقة بأن هناك من يسرق ايضا.
المشاهد: ولكن هذا وضع استثنائي والناس جائعة.
مرزوق: هذا الكلام سمعناه من اناس كثيرين في البحرين. الذين يبررون الاعتداء على ممتلكات الوزارات ولايؤدون وظائفهم بحجة ان هناك مسئولين يقومون بالعمل نفسه ولا أحد يهتم.
المشاهد: لا، هذا يختلف...
مرزوق: لايختلف، فالذي يسرق من ممتلكات الوزارات بحجة ان بعض المسئولين يلعبون بالمال العام انما هو مجرم مثل الحرامية الكبار ولا تبرير له امام الله والناس.
المشاهد: ولماذا حولت الحديث إلى البحرين؟
مرزوق: مشكلتك انك تشاهد ما يجري في العراق وتعتقد انه بعيد عنك، وتعلق اي تعليق ولاتعلم ان ما يحدث هناك انما هو صورة مكبرة لواقعنا المؤلم الذي يتسلط فيه المسئول فيسرق ويظلم ويعتقد بعض السرّاق الصغار ان ما يقوم به السرّاق الكبار يبرر عملهم ايضا، وبالتالي...
المشاهد: توقف... لم اتحدث عن هذا الموضوع في الاساس ...
مرزوق: انك تشاهد ما يجري في عراقنا، وهو بداية لاستعمار سيسرق اكثر مما سرقه صدام واعوانه، سيسرقون النفط وسيفتحون سفارة للعدو وسيعينون حكومة عميلة لهم وسيسرقون مستقبلنا وسيحولوننا الى قطيع غنم، وكل السراق مهما كان حجمهم فهم سراق ينهبون بأعذار مختلفة، ولكنهم سراق.
المشاهد: شوي شوي على روحك ... الأميركان سيسرقون النفط، ولكن لن يظلموا كما ظلم صدام.
مرزوق: صدام وغير صدام والاستعمار والغزاة والصهاينة والطغاة كلهم من طينة واحدة همهم التسلط على مال وحق غيرهم.
المشاهد: لكن الاميركان لن يسجنوا كما سجن صدام، ولن يقتلوا كما قتل صدام، فهم شوي احسن من صدام.
مرزوق: ليسوا افضل لأنهم أفرغونا من بُعْدنا الانساني
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 217 - الخميس 10 أبريل 2003م الموافق 07 صفر 1424هـ