لا يختلف اثنان على أن الثقة بالنفس والطموح عاملان أساسيان لخطو أول عتبات سلم المجد والتألق في كل المجالات التي لن يكون المجال الفني بمعزل عنها، بيد أن المشكلة تكمن في الخلط بين الثقة بالنفس وعدم معرفة حدود القدرة واستيعاب الفرد لمستواه والاعتماد على مبدأ «يكفينا شرف المحاولة».
حتما لكل مجتهد نصيب، والمحاولة في حد ذاتها تعتبر جزءا من الإنجاز، بيد أن العمل المنهجي الذي يسير في قنواته الصحيحة هو الذي يكتب له غالبا النجاح في نهاية المطاف، وعلى الساحة الفنية يوجد الكثير من هذه النماذج وتلك، نقدر مساعي بعض الأسماء الفنية لإثبات نفسها على الساحة بيد أن محاولاتهم تبدوا أشبه بسباق الزمن وكأنما «الدنيا ستطير»، فمن التمثيل إلى التأليف إلى الإنتاج وأخيرا إلى الإخراج، ألا يجدر بتلك الشخوص الإبداع في أحد المجالات ومن ثم الانتقال للمجال الآخر لو ضع بصمة لا تنسى في كل مرحلة في أقل تقدير عوضا عن ضخ أعمال للساحة لا تضيف لها الكثير!
الجميع يأمل رفعة لهذا الوطن في جميع المجالات ومنها المجال الفني، ولن يتم ذلك إلا بخطوات مدروسة تعمد تلك الشخوص إلى وضعها في نصب عينها وتجاوز مرحلة إطلاق الألقاب الجوفاء على أعمالها والتصفيق لها قبل عرضها الأول وسماع ذلك التصفيق أيضا واستباق الجماهير في إبداء الرأي والحكم على هذا العمل أو ذاك، فيكفينا تراجعا طال كل شي بما في ذلك «الفن».
العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ