قبل عامين أو أكثر إن لم تخني الذاكرة، عرض تلفزيون البحرين مسلسلا رمضانيا شكل وصمة فخر له سجلت منذ ذلك الحين بإنتاج مسلسل «الكلمة الطيبة» الذي تناول قضايا اجتماعية تمس صلب الواقع البحريني، ولهذا السبب لاقى استحسانا ملحوظا لدى الجميع، لدرجة أن المشاهد البحريني مازال يتذكره حتى الآن. ومثله حقق مسلسل «أولاد بوجاسم» الصيت ذاته إبان التسعينيات، وتناقلت الأوساط الفنية آنذاك أخبار عن تدشين جزء ثان لهذا العمل بعد ما حققه من نجاح، وحتى اليوم لم تترجم تلك المعلومات على أرض الواقع، لدرجة أن بعض أبطال العمل فارق الحياة.
شاهدنا على الحديث أن شاشتنا كما توصف بـ «شاشة العائلة البحرينية» تسير بالمقلوب، تسعد بسماع التصفيق لأعمالها الجيدة «النادرة» وتعيش على أمجادها، في الوقت الذي لا تسعى فيه إلى مواصلة هذا التألق، فعلى مدى الأعوام السابقة حل رمضان وغاب وحل الذي يليه وغاب، من دون أن تترك تلك الشاشة بصمة كتلك التي تركتها مسبقا.
البعض يعزي هذا الوضع إلى تغير سياسة هيئة الإذاعة والتلفزيون التي كانت في السابق تشرف مباشرة على تلك الأعمال وتغدق عليها الموازنة المناسبة، إلى إيكال إنتاج الأعمال إلى المنتجين المنفذين، في الوقت الذي تلعب الموازنة في السياسة الجديدة دورا مؤثرا في تحديد جودة العمل وبالتالي التأثير على مستوى ما يقدم، وبذلك لا يكون للمشاهد البحريني حل سوى التصفيق لأمجاد قديمة لتلك الشاشة والبكاء على أطلال الماضي.
العدد 2166 - الأحد 10 أغسطس 2008م الموافق 07 شعبان 1429هـ