العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ

التعليم الإلكتروني في البحرين 2/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كأي قناة تواصل إلكترونية، تحتاج منصة التعليم الإلكتروني إلى توافر مجموعة من الشروط والمتطلبات، البعض منها يتعلق بالموارد البشرية التي ينبغي أن تتمتع ببعض المواهب والمهارات، ناهيك عن القدرات والخبرات العلمية والتربوية، إلى جانب الخلفيات التقنية، وبعضها الآخر ذو طابع تقني، مثل البنية التحتية، والتشبيك، وحزم البرمجيات. وينبغي لنا هنا الإشارة إلى المتطلبات الإدارية التي تمارس دورا رياديا على هذا الصعيد.

هذه المتطلبات تكشف لنا بعض المحددات التي من بين أهمها صعوبة اقتناء المنصات المناسبة والكفؤة، وخصوصا في مراحل التأسيس، أما من جراء ارتفاع كلفة إقتنائها، ناهيك عن نفقات تشغيلها، أو بفعل عدم إمتلاك الدولة المعنية مقومات التفاعل معها وتسهيل إجراءات تشغيلها. هذا يشمل البنية التحتية للإتصالات في تلك الدولة، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين المعمول بها فيها. يضاف إلى ذلك، تدني الوعي، وخصوصا في الدول النامية، بمميزات التعليم الإلكتروني، الأمر الذي من شأنه إعاقة توفير «الكتلة الحرجة» التي تيسر توفيره على نطاق واسع، وبكلفة تتناسب والإمكانات المالية لتلك «الكتلة الحرجة» المطلوب بناؤها. يتكامل كل ذلك مع محدودية المهارات المطلوب توفرها لدى الطلبة، وعلى نطاق أوسع منها في صفوف المدرسين.

وكما أشرنا في البداية، ليس التعليم الإلكتروني ظاهرة طارئة، وأنه كي يصل إلى هذا المستوى مر بثلاث مراحل أساسية، تبدأ من العام 1984، عندما كانت الوسائط المتعددة هي الهيئة المسيطرة كقناة رئيسة في التواصل العلمي الإلكتروني، ووجدنا أنظمة تشغيل كالنوافذ والماكنتوش والأقراص الممغنطة كأدوات رئيسية لتطوير التعليم. ثم انطلقت الموجة الثانية في مطلع التسعينيات مع ظهور الشبكة العنكبوتية العالمية كمنصة لتبادل المعلومات المزودة بالوسائط المتعددة، ونعيش اليوم المرحلة الثالثة، التي نستخدم فيها الإتصالات الواسعة النطاق

(Broad Band) ونستفيد من أحزمة برمجيات وتطبيقات النسخة الثانية من الويب (Web 2.0 ).

أما على مستوى البحرين، وإذا تجاوزنا توافر بعض المواد العلمية والتعليمية على الأقراص الممغنطة، والتي انتشرت في الأسواق في منتصف التسعينيات، وكانت نسبة عالية ذات طابع ديني محض يعالج تلاوات المصحف الشريف والتفاسير المختلفة للأحاديث النبوية الشريفة، سنجد ان أول محاولة يمكن ان نؤرخ لها كانت بمبادرة من «بتلكو» وإحدى الشركات البحرينية العاملة في صناعة الإنترنت، وكانت محصلة ذلك، مشروعا تجريبيا (Pilot Project)، لموقع للتعليم الإلكتروني، أخذ اسم «ألِف أونلاين» (www.alifonline.com). ولاعتبارات مالية، من بينها الإنهيار الكبير الذي عم شركات صناعة الإنترنت، والذي ترك ظلاله على صناعة الإنترنت في العالم قاطبة، الأمر الذي أدى إلى توقف المشروع.

ومن هذا المشروع المحدود، وجدنا البحرين تقفز قفزة كبيرة عندما دشنت مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمدارس المستقبل والذي شكل نقلة نوعية ملموسة على مستوى الولوج إلى «التعليم الإلكتروني» ، ويمكن أن نستشف ذلك من خلال قراءتنا للأهداف المعلنة للمشروع والتي يمكن تلخيص أهمها كما وردت ورقة ملكة البحرين المقدمة إلى منتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا، الذي عقد في القاهرة في الفترة من 8 إلى 10 يناير/كانون الثاني 2005، على أنها «إحداث نقلة نوعية في مسيرة التعليم، تلبية للاحتياجات المباشرة للتنمية الوطنية ولسوق العمل، واستثمار القدرات الكبيرة التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات والاتصال (ICT) لتحقيق جودة التعليم، تكوين ثقافة التعلم الإلكتروني بالمدارس».

هذا، وكما تقول المصادر الرسمية، فقد تم «تطبيق المشروع في مرحلته الأولى في جميع المدارس الثانوية على دفعات شملت الدفعة الأولى (11) مدرسة ثانوية موزعة على المحافظات الخمس بالمملكة من خلال ربطها بشبكة الاتصالات الإلكترونية السريعة عبر البوابة التعليمية المركزية وسيستفيد من المشروع أحد عشر ألف (11,000) طالب وطالبة وألف (1000) شخص من الهيئات الإدارية والتعليمية».

وكما جاء على لسان وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي فإن «الوزارة بصدد تشبيك 39 مدرسة جديدة من مدارس المرحلة الثالثة من مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل لتنضم إلى مدارس المشروع الذي بدأ رسميا عندما قام عاهل البلاد بزيارته إلى مدرسة الهداية الخليفية لتدشين المشروع في يناير/ كانون الثاني 2005 وأضاف الوزير أن المشروع يدخل مع بداية العام الدراسي الجديد 2008/2009 المرحلة الثالثة».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً