الحملة الناجحة التي شنتها الحكومة السودانية على كل المستويات الرسمية والشعبية لدحض مزاعم مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو ضد الرئيس السوداني عمر البشير يجب أن تستمر حتى يتبيّن الحق ويتم حل أزمة ولايات دارفور وإعادة السلام إلى ربوعها.

نجاح هذه الحملة يؤكد الحاجة إلى تفعيل الأجهزة الإعلامية السودانية وتطويرها من إذاعة وتلفزيون وصحف وتأهيل كادر إعلامي يعمل في مختلف الأجهزة الرسمية والخاصة وتلك المتعلقة بالعملية الإنتاجية والاقتصادية.

من خلال متابعتي تداعيات مذكرة أوكامبو ضد البشير داخل السودان وخارجه اتضح لي أن هناك مشكلة وثغرة كبيرتين في العمل الإعلامي حيث فشلت البلاد في إيصال المعلومات الصحيحة عن حقيقة الوضع في دارفور ومختلف بقاع السودان الشاسع والمترامي الأطراف.

البشير قال في أحد خطاباته أمام المواطنين في دارفور إن «أحد المهتمين بالأزمة دعاني لفتح جامعة في دارفور حتى تخرّج كوادرَ تساهم في تنمية الإقليم وتطويره،. ورددت بالقول: إن العالم لا يعرف أن في دارفور ثلاث جامعات غير المعاهد الفنية والعلمية المتخصصة».

هنا تبدو المشكلة. الحكومة السودانية فعلت الكثير في دارفور وغيرها من ولايات البلاد المختلفة مستفيدة من الاستثمارات الضخمة التي استقطبتها وتفجر ينابيع النفط، ولكن المشكلة تكمن في عجز إعلامنا الذي يركز فقط على الجانب السياسي ويغطي نشاطات كبار المسئولين في الدولة ويغفل عكس الصورة التي توضح التغيرات الكبيرة التي تشهدها ولايات السودان المختلفة بما في ذلك دارفور من مشاريع تنمية وتطوير في البنية الأساسية بصورة غير مسبوقة.

الإعلام السوداني يركز فقط على ما يدور في الخرطوم وكاميرات التلفزة تركز على صور المسئولين ولا تعطي ما يحدث في الأرض من تغيير وتطوير الأسبقية، مع أن ذلك هو بيت القصيد ويعد بمثابة الرد الشافي الذي يقطع دابر كل متربص بالسودان والأمة العربية.

على كل الوزارات والمؤسسات وإدارات المشاريع أن تفعّل كادرها الإعلامي وتوضّح بصورة يومية حجم الإنجازات التي تحققها في كل بقاع الوطن وعلى حكومة الخرطوم أن تزيد دعمها الأجهزة الإعلامية؛ حتى تستطيع أن تلعب دورها المنوط بها وتصبح صمام الأمان.