العدد 2162 - الأربعاء 06 أغسطس 2008م الموافق 03 شعبان 1429هـ

8 + 2 + 225 = ملك القلوب يثلج القلوب

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

بحل المعادلة الرياضية البسيطة الآتية: 8 + 2 + 225 وبحسبة سريعة نرى أن لها معاني كثيرة وموقعا كبيرا في قلوب شعب البحرين بشكل عام وفي قلوب المفرج عنهم وأهاليهم بشكل خاص. المعادلة الرياضية تعني الكثير من الحلول التي جاءت إلى شعب البحرين وعلى طبق من ذهب، من ملك القلوب، الذي أراد واستطاع بمبادراته أن يثلج القلوب وأن يحييها بعد أن ذبلت وماتت من فراق الأحبة، وبعد أن ضاعت البسمة ولم تعرف لها طريقا، بل ظلت حينها الفرحة مخنوقة والعبرة مسكوبة، المعادلة الرياضية تعكس مضامين البيت الشعري:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم...

وتأتي على قدر أهل الكرام المكارم

فكانت النتيجة 235 مسجونا يفرج عنهم داخل البحرين وخارجها، فلا كرم أحلى من كرم ملك القلوب. فلم يكن يهنأ له بال، وأن ينام قرير العين طوال الأشهر الماضية و8 من أبناء شعبه يعيشون بين جدران أربعة وفي سجون خارج البلد، بلا تهمة وبلا محاكمة، فما كان منه إلا أن قام بمبادراته الأبوية الحانية وتدخله العطوف لعودة المسجونين الثمانية إلى أرض الوطن لتكتحل عيون أهاليهم برؤيتهم، فشكرا لملك القلوب الذي أحيا القلوب بعودة الثمانية إلى أهاليهم ومحبيهم لتعم الفرحة والبهجة داخل اسر الثمانية وما سواها.

تتواصل عندها الأفراح، فمرة أخرى يعيد ملك القلوب البسمة إلى شفاه الشعب عندما ساهم أيضا بمبادراته المستمرة والمتواصلة إلى الإفراج عن اثنين من المواطنين بعد أن احتجزتهم السلطات السعودية بحجة السحر والشعوذة بعد أن قضوا ما قضوه من أيام وأشهر وليالٍ داخل السجن ليعودوا إلى أرض وطنهم معززين مكرمين، فشكرا مرة أخرى لملك القلوب الذي من دون عطاءاته النادرة لا تحيا القلوب ولا تنعم بالراحة ولا ترى السعادة.

وأخيرا، العرس الذي شهدته البحرين والذي تأكد من خلال الروح الأبوية الفياضة من مليكنا الذي ملك قلوبنا فهو الذي يرويها بعد ظمئها وبعد موتها كان ذلك عندما أصدر عفوه عن 225 من أبنائه الذين تورطوا في قضايا جنائية وقضايا أخرى، وآخرون موقوفون استحقوا أن يظلوا في السجن ليعيدوا النظر مجددا في مستقبلهم الذي كاد أن يضيع منهم، فشكرا لملك القلوب لكل الخطوات الإيجابية الواسعة التي خطاها وكانت لها آثارها الإيجابية الكبيرة على نفوسنا وعلى قلوبنا.

الفرحة هذه المرة كبيرة بحجم قلبه الكبير الذي يسع الجميع بلا استثناء، الفرحة هذه المرة لا توصف، الفرحة التي نتحدث عنها شهدتها العديد من مناطق البحرين وقراها الخميس الماضي، فالفرحة دخلت إلى كل بيت وإلى كل أسرة من دون استئذان والبسمة حلت على كل الشفاه ولم تفارقها، بل ظل خبر الإفراج عن المسجونين والموقوفين كالحلم نخشى أن ينتهي بمجرد استيقاظنا من النوم، والحمد لله أن الإفراج لم يكن حلما، بل كان ذلك واقعا وحقيقة أجمل من أي حلم آخر يزورنا في الليل.

فشكرا يا جلالة الملك نقولها لملك القلوب من القلب لتصل إلى القلب بلا حجاب. شكرا يا مليكنا لعطاءاتك الكثيرة ولا حرمنا الله منها. شكرا لسماحتك. شكرا لحنوك الكبير على أبنائك. شكرا لكرم أخلاقك عندما تصفح عن المخطئ حتى يعرف خطأه ويتعلم منه. وشكرا لمواقفك النبيلة.

وإن شاء الله يكون الشكر مستمرا ومتواصلا مع توالي واستمرار الكرم الفياض.

وما نتمناه من إخواننا الشباب المفرج عنهم الـ225 أن يستفيدوا من درس السجن وأن يبدأوا صفحة جديدة من حياتهم، ويعملوا من جديد للمساهمة في بناء أوطانهم بسواعدهم بالجد والاجتهاد والمثابرة، فالبلد يحتاج إلى سواعدهم اليوم أكثر من الأمس والوطن مقبل عليهم وألا يدبروا عنه، فالمستقبل لهم وعلى يدهم يبنى، وعليهم أن يقابلوا إحسان الملك بروح صادقة مفعمة بالوطنية المخلصة وعليهم أن يعيشوا اللحظة بكل معانيها، فالكسل لا موقع له في حياتنا.

وهكذا يتم رد الجميل فالكلام لا يبقى ولكن العمل هو أكبر دليل على الشكر. فشكرا لملك القلوب الذي أثلج القلوب وأشاع روح التسامح بين أبنائه ليتعلموا منه درس «العفو عند المقدرة» أروع درس وأنبل صفة، وهنيئنا لنا جميعا المكرمات الملكية والدروس الوطنية وإلى المزيد منها لتحقيق روح الألفة.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 2162 - الأربعاء 06 أغسطس 2008م الموافق 03 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً