العدد 2161 - الثلثاء 05 أغسطس 2008م الموافق 02 شعبان 1429هـ

«كول. كوم» فارس جديد في حروب محركات البحث

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دشن العام 2007 صراع محركات البحث على الإنترنت التي عبر عنها بشكل واضح حمى المنافسة التي استعرت بين العملاقين ياهو (YAHOO) وغوغل ( GOOGLE)، والتي تجلت عند إدخال ياهو برنامجا جديدا في الخدمة أطلقت عليه «باناما»، لكن انتشاره كان أبطأ مما كان متوقعا، وأتبعت ذلك بمشاريع جديدة للتعاون مع صحف ومحطات تلفزيونية وإطلاق بعض البرامج.

إلا أن غوغل استمرت في السيطرة على سوق المحركات بنجاح منذ سنوات. وأكدت ذلك دراسة صدرت في نهاية العام 2006 وضعت علامة غوغل في صدارة قائمة العلامات التجارية الأكثر ذيوعا في العالم، مزيحة شركة مايكروسوفت، عملاقة برامج الكمبيوتر عن موقعها كأشهر علامة تجارية دولية.

ويضع التصنيف الذي أعدته مؤسسة ميلوورد براون لأبحاث السوق غوغل، متقدمة أيضا على علامات تجارية راسخة مثل جنرال إليكتريك التي احتلت المرتبة الثانية وكوكاكولا التي جاءت في المرتبة الرابعة.

في خضم تلك المعركة زجت مايكروسوفت بنفسها في الميدان، عندما قدمت عرضا بحوالي 47 مليار دولار لشراء ياهو التي رفضت العرض لأنه، كما ترى هي، يبخس سعرها الذي وضعته لنفسها.

ولم تجد مايكروسوفت بعد أن تخلت عن محاولاتها للاستحواذ على منافستها بدّا من دخول ساحة السباق بتطوير محرك بحث خاص بها، مؤكدة ، على لسان رئيسها التنفيذي ستيف بالمر أنها تعتزم رصد استثمارات كبيرة في مجال محركات البحث على الإنترنت تجعلها قادرة على منافسة محرك البحث الشهير غوغل.

وأشار بالمر إلى أن «الاستحواذ على ياهو كان سيوفر منصة قوية جدّا لمايكروسوفت لكي تنطلق في سوق محركات البحث على الإنترنت التي تسيطر عليها منافستها غوغل».

اليوم يدخل فارس جديد إلى هذه الحرب الضروس هو محرك البحث كول ويكتب باللغة اللاتينية (Cuil.com) وكما يبدو، فإن المنافس الجديد يطمح إلى وضع حد لتربع غوغل على عرش رواد البحث عبر الشبكة العنكبوتية.

والمعروف أن غوغل تستحوذ، حاليّا، على أكثر من نصف عمليات البحث وكشفت دراسة قامت بها شركة «كومسكور» لأبحاث الانترنت أن «أكثر من 61 مليار عملية بحث تمت من قبل أكثر من 750 مليون مستخدم خلال شهر أغسطس/ آب 2007 ، كان نصيب موقع غوغل منها هو 37 مليار عملية أي أكثر بكثير مما حصلت عليه مواقع كبرى أخرى مجتمعة».

الأمر الذي يجعل من هذا المحرك عامل تهديد حقيقي لمستقبل غوغل، هو أن الأسماء الثلاثة الرئيسية التي تقف وراء المشروع، ثلاثة أسماء لامعة، هي ذاتها التي تركت بصماتها على النجاح الذي حققته غوغل قبل أن تقرر الانفصال عنها. هناك الزوجان أنا باترسن وتوم كاستيلو، وقد سبق لباترسن أن عملت لمدة عشر سنوات داخل قسم البرمجيات التابع إلى غوغل ولمع اسمها هناك. أما زوجها توم كوستيلو، فقد عمل أستاذا في جامعة ستانفورد الأميركية، وسبق له في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أن طور نظام محرك بحث، أطلق عليه اسم كسيفت Xift.

وإلى جانب الزوجين باترسن وكاستيلو، كان راسل باوير ثالث الشخصيات التي أطلقت مشروع «كول» على الويب، وهو بدوره، قطع مسيرة متميزة في مجال الإعلاميات وتقلد مناصب مهمة داخل كبريات شركات الكمبيوتر.

وكما يدعي محرك «كول»، فإنه قادر على تصفح 120 مليار صفحة رقمية، أي ما يفوق بثلاث مرات ما لدى غوغل. ومن الطبيعي أن تكون هذه المعلومات أثّرت في القائمين على «غوغل،» إذ نشر فريق العمل على موقع البحث مدونة، بدأت بعبارة: «كنا نعرف أن شبكة الانترنت عملاقة... كنا نعرف ذلك منذ البداية».

ولعل أخطر تصريح حول الخطورة التي تشكلها كول على محركات البحث الأخرى، وخصوصا منها، غوغل، هو ذلك الذي أطلقه محلل الشئون التكنولوجية لدى «ستاندرد أند بورز» سكوت كيسلر، حين قال «إنها التكنولوجيا الجديدة التي ستطيح بشركة مثل غوغل عن عرشها... إنها ليست شركة عادية ترغب في منافسة من سبقها باعتماد الأساليب القديمة عينها».

وكما شهدنا حروب برامج التشغيل في السبعينيات، ومعارك الأجهزة والمعدات في الثمانينيات، وخصومات التطبيقات في التسعينيات، نشهد اليوم صراعات محركات البحث».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2161 - الثلثاء 05 أغسطس 2008م الموافق 02 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً