ما يحدث لمنتخبات كرة اليد المشاركة في البطولات الآسيوية، أصبح يمثل فضيحة أبطالها هم القائمون على تنظيم البطولات القارية تحت إشراف مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة اليد المطلع على مثل هذه الأمور، ومن يقول خلاف ذلك فهو لا يفهم في تنظيمات الاتحادات الرياضية شيئا يذكر، ومن يحاول أن يظلم منتخباتنا من أجل عيون رجالات الاتحاد الآسيوي في انتظار مصلحة شخصية يترجاها، هو إنسان مخطئ وظالم لأهله وناسه وأبناء وطنه ولاسم بلده.
والحقيقة التي يجب أن أوضحها للقارئ الكريم أنني كنت أحاول في كل مرة يتصدى فيها أحد محرري «الوسط الرياضي» لظلم الاتحاد الآسيوي أن أقف موقف الحياد، وأتحرى الدقة قدر ما استطعت، وأطلب من المحرر الرياضي ألا ينساق وراء عواطفه مهما بلغت درجة الظلم، ولكن بعدما حدث في أصفهان في بطولة آسيا للرجال، وما حدث في عمّان في بطولة آسيا للشباب، وقبلها الناشئين، جعلني أطالب المسئولين عن الرياضة البحرينية، وأقصد رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، أن يقفا موقف رجل واحد تجاه هذه القضية التي تفشت واستفحلت حتى صارت لها نتائج وخيمة علي منتخباتنا الوطنية، وألا يسمحوا للظلم أن يطالهم، لأن هذا هو دورهما وعملهما، حتى لو اقتضى الأمر تصعيد الموقف إلى مستوى وزراء الخارجية، أو قيادات البلدين الشقيقين التي لا ترضى بالظلم!
وبالأمس تلقيت أكثر من اتصال من رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد، الذي كان مستاء جدا لما حدث لمنتخب الناشئين والشباب في البطولات الآسيوية التي أقيمت في الأردن، مبديا إحباطه النفسي بسبب هذا الظلم الذي يقع على المنتخبات البحرينية، ويفوت الفرصة تلو الفرصة للتأهل إلى نهائيات كأس العام للشباب والناشئين، كما فوت عليهم من قبل فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للرجال. موضحا في حديثه، أن مثل هذه الاحباطات تكاد تقضي على كل روح تعمل داخل الاتحاد من أجل الرقي بمنتخباتنا والوصول بها إلى نهائيات كأس العالم، وهو الهدف الأهم والأسمى الذي تسعى إليه كل الاتحادات الأهلية في جميع دول العالم، وأصبح طريقه في القارة الآسيوية شاقا ومظلما. والأسوأ من ذلك أصبح طريقه «مبلطا» لمن يدفع أكثر، وهو ما تحاربه جميع دول العالم المتحضرة التي ترى في الفوز بالبطولات الرياضية المنافسة الشريفة التي تتحلى بالروح الرياضية العالية.
وبعد أن تركت الحبل على الغارب من أجل أن يعبر رئيس اتحاد اليد عن همومه وإحباطاته التي تكاد تثني عزيمته في العمل داخل الاتحاد قلت لمحدثي: «ما يحدث من ظلم واضطهاد للمنتخبات البحرينية حتى طال رجال الصحافة البحرينية في كل بطولة آسيوية، يجب ألا يضعِف من عزيمتنا ولا يقلل من همتنا ولو ذرة واحدة، لأن عملكم وواجبكم الأول تطوير المنتخبات والرقي بمستواها، والعمل بإخلاص من أجل الحصول على راعٍ للاتحاد يدعم برامج مسابقاته ومنتخباته... فعملكم أمانة في رقابكم، ويجب ألا تتخلوا عن مسئولياتكم تجاه أبناء الوطن مهما بلغ حمل الهموم والمشكلات؛ لأن المصائب تظهر معادن الرجال».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2159 - الأحد 03 أغسطس 2008م الموافق 30 رجب 1429هـ