هناك الكثير من القضايا الرياضية المهمّة، الملحة ولكنها مازالت عالقة, لا يعرف مصيرها، أو متى سيكتب الله لها الفرج. على رغم أنّ حلها سهل وبسيط، ولا يحتاج إلى حضور خبراء «الفيفا» ولا لجنة تطوير كرة القدم الآسيوية، كما أنّ أعضاء اللجنة المكلّفة بصوغ أنظمتها لن يأتوا من بلد بعيد يحتاج إلى تأشيرة وتذكرة ركاب ومخصصات جيب وسكن وضيافة ومكافآت مالية؛ لأنّ كل مَنْ سيعمل فيها سيكون متطوعا بوقته وجهده وفكره.
أمّا القضية التي أتحدث عنها والتي طال أمدها فهي تتعلّق بتكريم اللاعبين والفرق والمنتخبات الفائزة ببطولات خارجية، والتي أصبحت لها انعكاسات نفسية وخيمة على جميع نجوم المنتخبات الأخرى، أبرزها قرار البطل العالمي محمد صباح الابتعاد عن المشاركة مع المنتخب البحريني في أهم بطولة عالمية تقام على أرض البحرين وهي بطولة العالم لبناء الأجسام.
والقضية التي أطرحها ليست جديدة، وطلب الحديث فيها قد يكون مكررا, ولكن إيماني المطلق بقول عز من قائل «وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين» هو الذي يدعوني للحديث فيها حتى لا تصاب منتخباتنا بالمزيد من الإحباطات النفسية والتراخي والتذمر، وخصوصا بعد تخصيص أكثر من مليون دينار للصرف على المنتخب الوطني لكرة القدم.
- أرجو من المسئولين بالمؤسسة العامّة للشباب والرياضية - بداية - ألا يتعللوا بعدم وجود الاعتمادات الخاصة بموازنة هذه المكافآت لسبب أنّ مَنْ يستطيع استخراج أكثر من مليون دينار من الحكومة يستطيع فرض موازنة لقانون - على الحكومة - يطلق عليه «نظام مكافآت الفوز للمنتخبات والفرق واللاعبين» أو تخصيص موازنة قائمة على أسس مدروسة لمكافآت الفوز حتى لا يترك كل شيء للاجتهادات الشخصية، ويكون هناك منتخبات تكرم «بالهبل» ومنتخبات لا تحصل على «آردي»!
- وما دام الحديث عن التكريم والشيء بالشيء يُذكر، ففي صيف العام 2002 وحينما كنّا في قاعة التشريفات بمطار البحرين ننتظر وصول المنتخب البحريني الذي حقق نتائج جيّدة في خليجي (16) التي أقيمت في الكويت جمعتنا القاعة مع بعض نجوم كرة القدم السابقين الذين سطع اسمهم مع فرقهم وكان من بينهم أبرز مدافعي خط الدفاع في منتخب البحرين والمحرّق عدنان ضيف الذي قال: «لو كنّا في عهدنا نحصل على مثل هذا التكريم والاستقبال والمكافآت لفزنا ببطولة الخليج وكلّ بطولة نشارك فيها».
- لذلك أقول لرئيس المؤسسة العامّة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمّد... حينما استلمْتَ رئاسة المؤسسة العامّة كنتَ أكثر حرصا على تكريم الأبطال بمختلف ألعابهم وكنتَ تعمل على وضع أسس وضوابط للتكريم الهدف منه الارتقاء بجميع المنتخبات الوطنية، إذ لم يكن هناك فوارق بين المنتخبات أو الأبطال، فالكل أمام القانون سيّان، ولكن ما يحدث في الفترة الأخيرة أصبح لا علاقة له بتحفيز المنتخبات الوطنية وتكريم الأبطال... بل أصبح ما يحدث في بعض الألعاب يسمّى في علم النفس الرياضي «إحباطا» وما يحدث من عدم تكريم للاعبين والفرق والمنتخبات يسمّى في حكم القانون «إهمالا» أمّا تكريم القدم على بقية الألعاب فيسمّى في علم الأخلاق «خطيئة»!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ