العدد 2154 - الثلثاء 29 يوليو 2008م الموافق 25 رجب 1429هـ

وداعا شاهين...

رحيل المخرج الكبير يوسف شاهين عن الساحة السينمائية في مصر، لا يعني بالضرورة غياب مدرسة شاهين السينمائية... هذه المدرسة التي وصلت بجدارة إلى العالمية، ناقلة رؤى شاهين في كثير من تجاربه الشخصية وصولا إلى آرائه التي كان يطلقها عبر شخصيات أفلامه من دون تحفظ أو خوف.

شاهين الذي كان يعتبر نفسه جزءا من جيل الليبراليين المصريين المكافح ضد «الرقابة المحافظة» سواء من جانب الدولة أم من المجتمع، معروف أيضا بغيظه إزاء تصاعد النزعة المحافظة التي انتشرت بين الممثلات المصريات، وهو الذي قال يوما «إنني أقاوم إلا أنها ليست حركة جماعية... حتى طلابي لا يقاتلون من اجل أفكارهم... كل الناس تخاف من الجماعات الدينية».

وعن الرقابة المصرية فقد كانت تتجنب إلى حد كبير القطع من أفلامه، وذلك بسبب شهرته العالمية، إلا أن شاهين كان دائم الشكوى من أن أعماله لا تعرض بصورة كافية عبر شاشات التلفزيون.

أفلام شاهين طالما كانت تثير جدلا واسعا أما في طريقة إخراجها أو أداء شخصياتها أو في حبكة الفيلم السينمائية التي لا تخلو من شيء من لمسات شاهين، الإنسان، المواطن، الحالم، الفاشل، والناقد.

مهما قيل وكتب عن شاهين إلا أن إرثه السينمائي سيبقى... هذا الإرث الذي صنع واكتشف نجوما كماجدة الرومي وهشام سليم وخالد النبوي وهاني سلامة وغيرهم، وهم الذين اكتسبوا شهرة واسعة اليوم بسبب شاهين.

ولعل المخرج خالد يوسف احد تلامذة شاهين الأعزاء أكثرهم تأثرا بهذه المدرسة السينمائية التي تحمل في طياتها متناقضات يوسف شاهين ونظرته إلى الدولة والمجتمع.

العدد 2154 - الثلثاء 29 يوليو 2008م الموافق 25 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً