العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ

الاحتراف والواقع المحلي

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

لاشك في أن الواقع الرياضي المحلي في ظل ضعف الإمكانات وقلة التمويل هو واقع صعب على الأندية الكبيرة عطفا على الصغيرة منها التي تحيطها الديون من مختلف الجهات.

هذا الواقع يجعل الأندية في حيرة من أمرها، وهي تسعى إلى التكيف مع المتغيرات السريعة من حولها والتي تؤثر عليها وعلى موازناتها بالدرجة الأولى، وبالتالي على قدرتها في مواصلة الطريق.

سابقا كان اللاعبون في مختلف الألعاب يلعبون بالمجان ومن دون أي مقابل مادي في ظل الحياة البسيطة التي يعيشها الجميع، والتي تكون فيها الرياضة هواية في الأساس لقضاء أوقات الفراغ في ظل محدودية الخيارات. غير أن المتغيرات السريعة دفعت عالم الاحتراف الجزئي وليس الكلي بسرعة إلى المسابقات المحلية في مختلف الألعاب، إذ إننا مازلنا في مرحلة بعيدة جدا عن الاحتراف الكامل المطبق في الدول المتقدمة.

المشكلة أننا لم نكن مستعدين ونحن لسنا مستعدين حتى الآن أيضا لاستقبال أي نوع من الاحتراف، على رغم أن الاحتراف الجزئي طبق قبلنا بسنوات في المملكة العربية السعودية وفي قطر أيضا التي بدأت التحول إلى الاحتراف الكلي، وكذلك في الإمارات والكويت والآن وصل إلى البحرين. بدأنا نقرأ بشكل شبه يومي في الصحف المحلية عن توقيع الأندية عقودا مع لاعبيها يستلمون بموجب هذه العقود مكافآت شهرية لأجل ضمان التزام هؤلاء اللاعبين وبقائهم في ناديهم.

الاحتراف بمعناه الجزئي أصبح طريقا أساسيا للحفاظ على اللاعبين، الذين لم يعودوا يحملون العقليات القديمة نفسها، وبالتالي فإنهم لا يمكن أن يلعبوا بالمجان كما فعل سابقوهم؛ لأن كل شيء اختلف حولهم ومتطلبات الحياة مختلفة تماما.

الاحتراف دخل الرياضة المحلية وسيدخلها بشكل كامل سواء أردنا ذلك أم لم نرد؛ لأن مفاهيم الولاء والتضحية هي مفاهيم ذات قيمة عالية ولم يعد بالإمكان تطبيقها في عالم الرياضة التي تحولت إلى صناعة ودعاية يستغلها الكثيرون لتحسين صورتهم، وتستغلها الشركات الكبرى لأجل نشر منتجاتها، ويتابعها الجماهير حول العالم بمليارات الدولارات!

الولاء للنادي والتضحية للقرية التي ألعب باسمها مفاهيم كانت رائجة كثيرا في الماضي لما كانت الرياضة والتنافس هما الأساس، أما في ظل عصر المادة فلا يمكن اعادة احياء هذه المفاهيم التي لم يعد لها وجود في الرياضة العالمية.

في البحرين وعلى رغم عدم امتلاكنا متطلبات الاحتراف الحقيقي، وعلى رغم عدم امتلاك الأندية أي مصادر دخل حقيقية فإن الجميع أصبح مجبورا على الدخول في العالم الجديد والتكيف مع المتغيرات أو أن الرياضة لدينا إلى انتهاء. إذا كانت الأندية في الوقت الحالي تعاني من تمرد وتسرب لاعبيها في ظل عدم حصولهم على مقابل للعبهم لهذا النادي، فإنها في المستقبل لن تجد أحدا أصلا لكي يتمرد عليها.

الخيارات المتاحة أمام الشباب لقضاء أوقات الفراغ في العصر الحديث كثيرة ومتعددة ولم يعد النادي وحده القادر على جلب الشباب وإنما هناك نشاطات وأماكن أخرى قادرة على جلبهم بشكل أكبر.

نحن نعيش فترة مختلفة تحتاج إلى تفكير مختلف ووسائل حديثة في التعامل مبنية على اتفاقات مكتوبة ولو كانت بمبالغ بسيطة بدل وعود واهية لم يعد اللاعبون يصدقونها.

الاحتراف الجزئي ولو بمكافآت بسيطة هو الطريق الأمثل في الوقت الحالي مع صعوبة أو استحالة تطبيق الاحتراف الكلي، والأندية التي لا تملك ما تعطيه للاعبيها عليها أن تقفل أبوابها أو تتحول إلى نواد صحية يدفع المشتركون فيها بدل أن تدفع لهم!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً