سأعرض عليكم خبرين قرأتهما الأول في مطلع الشهر الجاري والثاني قرأته قبل أيام... يقول الخبر الأول وعنوانه: «انقطاع الكهرباء قتل المرأة المعجزة»... المرأة المعجزة أو كما يطلق عليها امرأة الرئة الحديد، عاشت طيلة 60 عاما داخل رئة حديد يبلغ طولها مترين على عكس توقعات الأطباء الذين اعتقدوا بأنها لن تتمكن من العيش كثيرا، ولكن المأساة هو أن هذه المرأة توفيت في بيتها الكائن في ممفيس في ولاية تينسي الأميركية بسبب انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي الذي كان يشغل الرئة الحديد... وباءت محاولات الأهل في تشغيل المحول الكهربائي أيضا بالفشل.
أما الخبر الثاني فيقول: بأن ملاك خيول تمكنوا من إنقاذ خيولهم من كارثة في أحد الإسطبلات بعد انقطاع الكهرباء لمدة خمس ساعات، حيث أخرج المسئولون الخيول من الحظائر عبر أخذهم في جولات ترويجية وأخضعوها للتبريد بالماء لإنقاذها من الاختناق الحراري الشديد. وقد ذيل الخبر بإشارة بسيطة بأن تلك الخيول معظمها مستوردة.
غريبة... حتى في أميركا تنقطع الكهرباء؟!... يعني مو غريبة على بلادنا العربية التي يتعفن المواطن فيها إذا انقطع التيار الكهربائي، بل تتعفن ثلاجاته التي تحوي مؤنه (التي أمنها بعرق جبينه الذي لم يجف بعد) دون أن يسأل أو يتأسف لحاله أحد، بينما يهتم بما يحدث للحيوانات من ضرر أكثر منه الاهتمام بما يحدث لنا نحن بني البشر من أضرار... فالاختناق الحراري لا يصيب الحيوان فقط، بل حتى الإنسان.
أعجبني تعليق لأحد المواطنين على الخبر الثاني أحببت أن أنشره لأنه يفي بتبريد قلوبنا وينقذنا من الاختناق الحراري الذي قد تتسبب به سلاسل الانقطاعات الكهربائية، إذ يقول:
قل للكهرباء التي تنطفي ماذا فعلت بمواطن متعفف
قد كان صامتا عن الماء وفقره فعمقت جراحه وصار متأفف
ردي إليه صبره وصمته فتحت الرماد جمر لم ينطفِ
أنا لست ضد الترشيد في استهلاك الطاقة، وإنما أردت القول: لم يأسف بعض الناس على خسارة خيل ما، بينما نحن لدينا ملايين البشر التي يخشى عليها الموت في حال انقطاع التيار الكهربائي، فلو انقطعت الكهرباء على مستشفى السلمانية مثلا، فهنا ستكون الماسأة الحقيقية وليس إذا انقطعت في إسطبل للخيول، فالخيول أنقذت بينما من سينقذ مرض المستشفى؟!
العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ