هل كتب على قاعدة شبابية كبيرة بأجيالها المتعاقبة الحرمان من ممارسة النشاط الرسمي لمسابقات كرة القدم في البحرين مدى الحياة؟ وهل تدفع هذه القاعدة الكبيرة بشبابها وأشبالها الثمن التاريخي أن أنديتها لم تنضو تحت لواء الاتحاد البحريني لكرة القدم منذ البداية لتواصل دفع الثمن طيلة حياتها؟ وهل كتب على اتحاد الكرة ولوائحه لافتة «ممنوع الدخول» لأي ناد جديد في الوقت الذي أبواب بقية اتحاداتنا الرياضية مفتوحة لانضمام أي ناد بل وتقدم إليه حوافز تشجيعية على رغم فوارق الإمكانات بين اتحاد الكرة وبقية الاتحادات؟
هذه الأسئلة الحائرة والمتكررة تدور في أوساط القرى والأندية الكثيرة التي حرمها القدر الكروي من حقها المشروع أسوة بشباب بقية الأندية ومناطق المملكة، ومازالت هذه الأسئلة تتكرر منذ أكثر من 28 عاما وتبحث عن إجابة لدى المسئولين ليس باتحاد الكرة فحسب بل المؤسسة العامة للشباب والرياضة، التي تعتبر الجهة الرسمية الراعية للشباب والرياضة في المملكة ومن واجبها توفير حق الممارسة للشباب في القرى والمدن على حد سواء.
إن من يتمعن في مسيرة دورة التعارف لكرة القدم التي تجاوزت يوبيلها الفضي يلاحظ أن المشاركة فيها تكون لعدد كبير من الأندية والمراكز الشبابية التي تتمتع بالصفة الرسمية والاعتبارية، وتخضع لقوانين الأندية وتستلم موازناتها السنوية من الدولة، بل وتنافس في بطولات الكثير من الألعاب الرسمية مثل باربار أو الدير في كرة اليد وداركليب والنصر وعالي في الطائرة وسار في الطاولة، ما يثبت أن هذه القرى وأنديتها تمتلك طاقات شبابية قادرة على إثبات وجودها لكنها محرومة فقط من ممارسة كرة القدم رسميا! إن اسطوانة تحويل دورة التعارف لشبه مسابقة رسمية، يقبل بطلها للصعود إلى الدرجة الثانية سنويا، باتت اسطوانة مشروخة وحان الأوان لإلغائها؛ لأن قبول أو عدم قبول بطل التعارف لم يعد مقنعا بأنه حجر الزاوية لمشكلة مزمنة تعاني منها الرياضة البحرينية، ومن الصعب أن تدفع هذه الشريحة الكبيرة من شباب المملكة ثمن هذه المشكلة. وفي اعتقادي أنه يقرأ من جوانب هذه المشكلة أن بعض أسبابها ليست فنية وتتعلق بكرة القدم، وهو ما جعلنا نحذر من استمرار هذه المشكلة؛ لأنها تولد لدى هذه الشريحة الكبيرة من الشباب، شعورا بالظلم والتمييز وهو شعار مرفوض حتى من القيادة العليا للمملكة. ولو عدنا بالذاكرة فإنه سبق خلال فترة حوادث التسعينات السماح بصعود بطل ووصيف دورة التعارف بالمشاركة في كأس الملك لعدة مواسم، وتفاءل الكثيرون بأن تكون خطوة أولى نحو الاعتراف الرسمي بالدورة، لكن سرعان ما توقفت التجربة من دون أسباب واضحة، وحينها اعتبر ذلك بأنه قرار ذو ابعاد غير رياضية!
كما أننا لا ننسى الإشارة إلى دور اللجنة المنظمة للدورة والأندية المشاركة في أن تتعامل وتتعاطى بأدوات جديدة مع هذا الموضوع تختلف عن الأسلوب التقليدي الذي ظلت تنادي به طويلا للاعتراف بالدورة، فالنجاح التنظيمي ليس كافيا لأن هناك دورات كثيرة تنظم بنجاح خلال فترة الصيف ورمضان وبمشاركة فرق التعارف نفسها، لكن حجر الزاوية هنا هو البحث عن هوية وشخصية اعتبارية لدورة التعارف التي قطعت 28 عاما من عمرها، لذلك يفترض تشكيل لجنة فاعلة تقوم بتحركات واتصالات رسمية وإعلامية تصب في اتجاه الاعتراف الرسمي بالدورة، وخصوصا أنها تحمل اسم رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة، والذي من الممكن أن يلعب دورا محوريا في تحقيق حلم شباب التعارف إلى واقع.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2151 - السبت 26 يوليو 2008م الموافق 22 رجب 1429هـ