العدد 2151 - السبت 26 يوليو 2008م الموافق 22 رجب 1429هـ

العلم «نور»... والكهرباء «خطر»! (خطر)

وقف أستاذ ذات يوم وطلب من التلميذ أن يعرب له الجملة الآتية: «العلم نور والنور كهرباء والكهرباء خطر فابتعد عنها»... وقف الطالب وقال: الأول ليس اسما وإنما فعلا أحال الحياة إلى سجن رهيب يتمنى الناس الخلاص منه، أما الفاعل فهو «نور»... التي يعود الفضل إليها وإلى مثيلاتها من مسلسلات إلى ما وصل إليه العقل العربي من هشاشة والروح العربي من خواء، بينما المفعول به فهو الكهرباء التي لولاها لما وصلت إلينا «نور» بسفاسف الأمور وتوافهها، أما جملة والكهرباء خطر... فالواو حرف جر والكهرباء ليست مجرورة بل هي الجارة التي تقودنا إلى الهلاك... وكلمة خطر هي صفة للكهرباء التي لولاها لما أدخلت شعبنا في حالة من الإعياء التي يحيونها هذه الأيام، ليس بسبب سوء استخدامها فقط ونقل مسلسل «نور» عن طريقها عبر التلفزيون أو الإنترنت، وإنما عبر استمرارها المتكرر في الانقطاع الذي يؤثر على الجميع كبارا وصغارا.

بعد هذه الكلمات وقف الأستاذ وقال للطالب: يا ولدي، مالك غيّرت فنون النحو وقانون اللغة؟! فأجاب: عفوا أستاذي، نطق فؤادي قبل لساني.

كلماتي السابقة التي سطّرتها، لم تكن إلا تعبيري عمّا يجول في فؤاد غالبية المتضررين سواء من مسلسل «نور» أو من سلسلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، فكلتاهما مسلسلات طويلة... فالأول قاربت حلقاته أن تصل إلى 200 حلقة والضرر أصاب غالبية العقول الصغيرة والكبير عبر ما تبثه من «ثقافة» جنسية أساءت لمفهوم الحياة عند غالبية الناس، أما الكهرباء فهي أيضا مسلسل طويل إذ فاقت حلقاته الثلاثين، فالانقطاعات مستمرة، وأضرارها كبيرة طالت الصغار والكبار أيضا، ولا يسعنا حصر أضرارها في هذه الزاوية، وإنما خلاصة الموضوع هو صفة مشتركة بين «نور» والكهرباء فكلتاهما «خطر» يحيط بنا، فأرجو أن يبتعدا عنا.

العدد 2151 - السبت 26 يوليو 2008م الموافق 22 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً