العدد 2146 - الإثنين 21 يوليو 2008م الموافق 17 رجب 1429هـ

غرائب بحرينية!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

مازال البعض يتصرف في البحرين بعقليات تؤمن أن العالم مغلق عليها ويدور تحت أقدامها، وبالتالي فإن كل ما تقول أو تفعل هو الصحيح لأنها لا تعرف أمرا آخر غير ذلك، في الوقت الذي ينفتح فيه العالم كل ساعة أكثر وأكثر على بعضه بعضا في تبادل للمعارف والتجارب والعلوم.

العمل بطريقة بدائية لم يعد ممكنا في زمن تغير فيه كل شيء، وفي زمن أصبحت فيه الشعوب متابعة ومدركة لمجمل الحقائق ولم يعد بالإمكان خداع الناس أو فرض سياسة الأمر الواقع عليهم.

سابقا كانت الظروف مختلفة تماما وما يقرر يعتبر من المسلمات الخارجة عن النقاش في حين أن الأمور تختلف تماما حاليا وبالتالي لا بد من التعامل معها بمنطق عصري جديد.

في بطولة أوروبا الأخيرة التي توج بها المنتخب الإسباني قرأنا وقرأ الجميع في الصحف وشاهدنا في نشرات الأخبار المختلفة الأخبار التي يعلن فيها عن المبالغ التي سيحصل عليها كل لاعب في المنتخب الذي سيفوز باللقب أو سيتخطى الدور الأول، ولم يكن في أي منها تمييز بين اللاعبين أو توزيع للمكافآت على فئات يحددها هذا المسئول أو ذاك، ولم نر هذا التصنيف إلا لدينا لتسجل إحدى الاختراعات التي تمتلك البحرين بكل تأكيد براءتها لأنه لم يسبقها إليها أحد ولن يلحقها أيضا!

الاتحاد البحريني لكرة القدم يعمل في الوقت الجاري على معالجة فضيحة التقسيمات التي تم إقرارها بسرعة قياسية. فالاتحاد يسعى الى اعتماد آليات جديدة نتمنى أن يرجع فيها الى أي اتحاد عالمي أو قاري آخر في كيفية توزيع المكافآت المقررة والتي أمر بها مشكورا صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر لأجل دعم المنتخب في مشواره العالمي، فلا تجعلوها أداة للإضرار بالمنتخب.

غريبة بحرينية أخرى تتمثل في محاولة إثبات أن الشمس تشرق من المغرب، بمحاولة الإصرار على التأكيد على أن ولاء اللاعبين المجنسين في مختلف الألعاب هو للبحرين تماما دون أي ولاء آخر!، وإن حمل اللاعب البرازيلي مع منتخب الشواطئ لعلم البرازيل أو تصريح اللاعب رشيد رمزي لصحيفة مغربية لا يعبر عن الواقع وإنما هو تلفيق يمكن أن نعدله بتصريح!

الاستمرار على هذا المنوال في التخاطب مع الجمهور، وكأن المسئولين يعتبرون أن هذا الجمهور لا يعي ما يحدث من حوله لا ينتقص من الجمهور شيئا ولكنه ينتقص من هؤلاء الذين لا يعرفون المتغيرات من حولهم، ومازالوا يتعاملون بعقليات قديمة جدا.

باعتقادي أن علينا الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التجنيس الرياضي من خلال الإقرار بواقع هؤلاء المجنسين الذين لا يمكن نزعهم انتزاعا من البيئة التي ولدوا وتربوا فيها بدفع الأموال لهم، وإنما بالإمكان إدماجهم تدريجيا في المجتمع المحلي على رغم صعوبة المهمة.

ما يقوله أو يفعله اللاعبون المجنسون سواء في منتخب القدم أو منتخب الشواطئ أو منتخبات ألعاب القوى هو تعبير حقيقي عن واقع هؤلاء اللاعبين ويجب التعامل معهم وفق هذا الواقع بدل محاولة التضليل والنفي المعتادة لأنها لن تغير من واقع الأمور شيئا ولن تجبر الناس على تشجيع هؤلاء اللاعبين أو القبول بهم من خلال تصريحات يدرك مطلقوها أنها منافية للواقع!

البحرين جزء من هذا العالم الكبير ويجب أن نستفيد من الآخرين الذين سبقونا بدل ابتكار غرائب عجيبة لا تخرج بها إلا عقليات قديمة!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2146 - الإثنين 21 يوليو 2008م الموافق 17 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً