ليس من قبيل استحضار المناقب أو استعراض الرغائب توجيه الشكر والعرفان والامتنان من أي مواطن... أو من أي أسرة... أو من أي إنسان يعيش على أرض البحرين، إلى قيادتها ممثلة في جلالة العاهل، سواء كان رافع الشكر واحدا من أسرة العائدين الثمانية، أو من عوائل الشباب المفرج عنهم في السابق و... «في اللاحق» بعون الله، أو هو مواطن وحسب، بسيط وحسب، صادق وحسب... أراد أن يشكر قيادته وحسب.
ثمة أخلاقيات رفيعة، إسلامية حميدة في معناها الأكبر، بحرينية أصيلة في مغزاها الأوفر، في حال توجيه الشكر والامتنان لأي إنسان، ولهذا، لا يمكن أن تتهاوى قيمة الشكر والعرفان، مهما كانت الظروف والتجاذبات بين الحكومة والشعب، حين يرفع مواطن شكره إلى جلالة الملك، أو حين نتوجه كلنا بالشكر حامدين الله سبحانه وتعالى على الكثير من النعم في بلادنا الغالية، منتظرين المزيد، وذلك المزيد الذي نريد، لن يكون مقيدا بالملفات العالقة، التي أشرت في يوم ما إلى أنها لا يمكن أبدا أن تحظى بالحل دونما تواصل بين العلماء والرموز الدينية المعتبرة، وبين قيادة البلاد، ولن يجدي السباب وقوائم الشتائم المفرغة من القيمة وتحريض الفتنة والطائفية وتأليب المجتمع على بعضه بعضا وعلى قيادته وعلى ما يأمل.
هو من باب القيم الأخلاقية الرفيعة أن يشكر الناس جلالة العاهل، وأن يفيضوا من عبارات العرفان والامتنان للشيخ أحمد العصفور، ولجمعية «الوفاق الوطني الإسلامية»، ولوزير الخارجية ووزير الدولة للشئون الخارجية، ولجميع من كان له إسهام، مهما صغر حجمه في إعادة المواطنين الثمانية، أو في اللقاءات الصريحة للقيادة مع المشرفين على المواقع الإلكترونية، أو حتى في أشد الظروف صعوبة في حاضرنا السياسي والاجتماعي، بل يمكن القول إن من باب المواطنة الأصيلة أن نوجه شكرنا وتقديرنا لجلالة الملك، وأن نقف بين يديه بكل ثقة لنعرض أمام جلالته ما نريد وما نصبو إليه، لذلك، لم يخطئ كل من النائب حسن سلطان ونائب محافظ الشمالية جاسم الوافي والعضو البلدي علي منصور حينما التقاهم جلالة الملك، وعبروا عن امتنانهم وشكرهم لتوجيهات جلالته بضرورة الحفاظ على الوحدة والتماسك الوطني والسير قدما في الألفة والتعاضد والتعاون بين أبناء البحرين الذين هم أسرة واحدة، في لقاء سادته الروح الأبوية والصراحة.
لن يكون فصلا ختاميا أن نعبر عن شكرنا وامتناننا لجلالة الملك، ولن يكون كذلك فصلا ختاميا أن يستمر الحراك الوطني الصادق في المطالبة بما هو لصالح الوطن وأهله، بالصورة التي تحقق التواصل الحقيقي والفاعل في التلاقي بين القيادة والرموز الدينية والوطنية، دونما حاجة إلى خطابات التأجيج والتفتيت والشتم والصراخ في الظلام، حتى إذا ما سئل سائل: «إلى متى سيحتاج جلالة الملك إلى أن يعلمهم؟»، فإن الجواب لن يكون معجزا أبدا: «سيبقى العاهل معلما، وسيبقى الشعب طلابه».
جلالة الملك، المعذرة إلى الله وإليكم وإلى هذا الشعب الكريم... فالطلاب، أي أصحاب المطالب، الذين هم نحن أبناء البلد، نعتز بأن تكون الذات الملكية مصانة رفيعة الشأن أبدا، وشرعية الحكم دستورية لا نراهن عليها أبدا... فقدر المعلم الجليل أن يخفض الجناح لطلابه لأنهم أبناؤه... وقدرنا كوننا طلابا أن نطمع في جلال المعلم، ونقف بين يديه بكل أمان وأن نقول: «نحن رعاياكم، وأبناء هذه البلاد، وهذه يا سيدي قائمة مطالبنا وتطلعاتنا وآمالنا، وقضايانا المؤرقة وحاجاتنا المعيشية والسياسية الكثيرة، وأنتم الأب والقائد وصاحب الكلمة التي يتشرف بها أفراد العائلة البحرينية الكريمة».
شكرا جلالة الملك، شكرا لكل العلماء والرموز وحملة الهم الوطني، وشكرا لكل أبناء الوطن، ولكل من عرف الوطن حق معرفته.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2144 - السبت 19 يوليو 2008م الموافق 15 رجب 1429هـ