طور فريق من العلماء الألمان تقنية جديدة تجعل ثلاجات التبريد تعمل بالطاقة الشمسية عوضا عن الكهرباء، الأمر الذي سيعود بفوائد كبيرة على البلدان الحارة. والمفرح في الخبر هو أن دولة عربية هي المغرب سيكون أولى الدول التي ستطبق هذا الابتكار. وكما يقول العلماء الألمان فإن «ثلاجة المستقبل سوف تعمل بحرارة الشمس بدلا من الكهرباء الأكثر كلفة».

ولعل الارتفاع الحاد والمتواصل في أسعار مصادر الطاقة التتقليدية من نفط وغاز طبيعي، المترافق مع زيادة الطلب عليهما في الأسواق العالمية، هو الذي يدفع العلماء نحو البحث عن تقنيات جديدة بديلة لدفع عجلة الاقتصاد المتنامي في الكثير من الدول وخاصة في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند.

لكن الأسواق الناشئة ليست الوحيدة في هذا الميدان، إذ تعكس الخطوة الألمانية توجها أوروبيا عاما للبحث عن مصادر بديلة ورخيصة للطاقة، من شأنها أن تخفف من تصاعد كلفة استخدام مصادر الطاقة التقليدية.

ففي إسبانيا، على سبيل المثال لا الحصر، تم تطبيق قانون جديد يلزم من يقدم على تشييد عقار أو تجديد مبنى بإنشاء وحدة لتحويل الطاقة الشمسية على سطحه. وتعتبر إسبانيا هذا القانون جزءا من سياسة الدولة في تأمين طاقة نظيفة وبكلفة محدودة نسبيا. وعلى رغم هذه الخطوة فإن إسبانيا تعتبر متخلفة جدا في استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل مقارنة بشريكتها في الاتحاد الأوروبي (ألمانيا)، حيث وصلت مساحة الخلايا الشمسية التي تستخدمها إلى 5,4 ملايين متر مربع.

وعلى رغم انخفاض الاستخدام المحلي لها، فإن إسبانيا لاتزال تعتبر من أكبر الدول المنتجة للطاقة الشمسية، ففي شهر مارس/ آذار 2004 تم افتتاح أكبر مشروع للطاقة الشمسية في أوروبا. ومن المتوقع إنهاء العمل في هذا المشروع في بداية العام 2013 وسيكون قادرا على توليد طاقة تكفي لأكثر من 180 ألف منزل، ما يعادل نسبة عدد سكان مدينة اشبيلية. ويعتمد هذا النظام على برجين أساسيين يستقبلان انعكاس أشعة الشمس.

أما الألمان، فيبدو أنهم يكثفون جهودهم في مجالات البحث والتطوير، فابتداء من الفصل الدراسي الشتوي 2008/ 2009، تقدم جامعة برلين التقنية تخصصا جديدا بدرجة الماجستير في «هندسة الإنتاج العالمي للطاقة الشمسية».

وفي القارة الأوروبية أيضا، هناك مركز «ديابلوري» لإنتاج الطاقة الشمسية، والمقام على ارتفاع 1,800 متر في منطقة جبلية وعرة بغرب سويسرا، والذي يستخدم النظام الحراري الديناميكي المركب.

وعلى المستوى العربي، يبدو أن مصر سباقة في هذا المجال، حيث أعلن فريق من الباحثين المصريين عن تمكنهم من تطوير تقنية خاصة للحصول على التيار الكهربائي مباشرة من الطاقة الشمسية من دون المرور بمراحل التحويل التقليدية، حيث تم استخدام مركب كيميائي خاص يمكنه أن يحول ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية بكفاءة عالية جدا تفوق كثيرا ما هو متبع حاليا في الخلايا الشمسية التقليدية والتي يتم استخدام السيلكون فيها.

ويشير أستاذ الكيمياء الضوئية في كلية العلوم بجامعة عين شمس المصرية محمد صبري إلى أن «هذه التقنية مبنية على خلايا كيميائية بسيطة، حيث إن من المعروف أن نسبة نقاء السليكون ينبغي أن تصل إلى نسبة 99 في المئة كي تصبح الخلية فعالة وهذه العملية مكلفة ولها آثار ضارة على البيئة، أما الخلايا الكيميائية فلا تتطلب لصناعتها تكنولوجيا معقدة، وتعطي نتائج جيدة عند تعرضها للأشعة الشمسية».

وعلى المستوى الخليجي، هناك مشروع الجزر الشمسية وهو مشروع مشترك، تم التوقيع عليه في مايو/ أيار 2007 بين المركز السويسري للإلكترونيات والتقنيات الدقيقة، وإمارة رأس الخيمة. وبدأ فعلا بناء النموذج التجريبي المتمثل في جزيرة عائمة يبلغ قطرها 100 متر، وتتبع في حركتها حركة الشمس، وتحف أطرافها قناة ممتلئة بالماء تساعدها على الطفو فوق سطح البحر، وسيبنى النموذج التجريبي في الصحراء.

أما الجزر الشمسية التي ستبنى في النهاية، وكما يتحدث عنها خبير الطاقة الشمسية العربي ياسين العلاني في حديث خاص مع موقع سويس إنفو فسيتراوح قطر الواحدة منها بين الكيلومترين وثلاثة كيلومترات، وستنتج انطلاقا من الطاقة الشمسية مادة الهيدروجين، وإثر ذلك تأتي السفن إلى أعالي البحار لشحن هذه المادة وتزويد أسواق الطاقة بها.