تتناقل الأوساط الفنية حاليا أخبار أفلام الصيف، التي منها تجسيد الفنانة المصرية منه شلبي لدور محجبة في فيلمها المتوقع طرحه في هذا الموسم، وبهذا الفيلم نتوقع أن تبدأ موجة الاعتراض على شخصية الفتاة المحجبة في الفيلم على غرار كل فيلم تعرض فيه شخصية محجبة وتعود الأسباب لذلك لكون الجمهور يحاكم المحجبة بأخلاقيات الحجاب ويضعها تحت مجهر الأخلاق، متناسيا أن الحجاب لا يعني الفضيلة المطلقة، ولا أعني بذلك أن غير المحجبات فاضلات وإنما الخطأ وارد لدى المحجبة كما هو وارد بالنسبة نفسها لدى قرينتها غير المحجبة.
المشكلة لا تكمن فقط في نظرة الجمهور وسطوة قلم النقاد الذي يرى في دور المحجبة في كل فيلم مادة دسمة للنقد والاعتراض وإن لم يكن يستدعي الأمر ذلك، وإنما تكمن في تعاطي السينما العربية مع أدوار الفتاة المحجبة وتعد المسئولة الأولى عن احتقان الجمهور ولاسيما أن المتابع لتعاطي السينما مع المحجبة يرى أنها تحصرها في الفساد الداخلي أو النفاق الخارجي أو كوسيلة للقاء غرامي محرم كدور منه شلبي في فيلم «ويجا» أو على التخلف والسطوة والغباء في التربية كدور دلال عبد العزيز في «أسرار البنات» أو مثال الطيبة الزائدة عن اللزوم التي تصل إلى السذاجة كدور منى زكي في «سهر الليالي».
ولعل ما يؤكد ذلك هو نجاح السينما الإيرانية التي حصدت الجوائز متخطية حاجز الحجاب، ومتعاطية مع المحجبة كإنسانة طبيعية تقدم نموذج الخير والشر لا الشخصية الأفلاطونية.
العدد 2142 - الخميس 17 يوليو 2008م الموافق 13 رجب 1429هـ