بدعوة من هيئة الحكومة الإلكترونية استقبلت مملكة البحرين، وعلى مدى يومين رئيس مجلس إدارة جائزة القمة العالمية بيتر بروك، للتباحث بشأن إمكانات التعاون لتشييد البنية التحتية لصناعة متقدمة في مجال «بناء المحتوى الإلكترونية العربي». إلتقى بروك خلال فترة قصيرة نسبيا العديد من المسئولين في قطاع صناعة تقنية المعلومات والإتصالات من أجل بلورة الطريق التي يمكن لمملكة البحربن أن تشقها كي تأخذ موقعها المناسب في الخريطة العالمية لهذه الصناعة، وخصوصا على الصعيد العربي.
وفي لقائه مع اللجنة العليا لتقنية المعلومات والإتصالات، أشار بروك إلى عدد من النقاط التي تؤهل البحرين كي تكون رائدة في مجال صناعة المحتوى الإلكتروني العربي من بين أهمها:
وجود هيئة على أعلى مستوى سياسي تأخذ على عاتقها كل ما يتعلق بهذه الصناعة، وهي اللجنة العليا لتقنية الإتصالات والمعلومات، التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وتضم في عضويتها مجموعة من الوزراء من ذوي الحقائب المهمة أو ذات العلاقة بهذه الصناعة، مثل وزارات المالية والصناعة والتجارة والتعليم والداخلية، وهذه ظاهرة لم يشهدها بروك في «أية دولة أخرى باستثناء البحرين». هذا المستوى العالي من الإهتمام السياسي بهذا القطاع من شأنه أن يتيح للبحرين دينامية عالية في إتخاذ القرار وتنفيذه، عبر القنوات المناسبة.
تمتلك البحرين خبرة غنية في هذا المجال من خلال مبادرتها الرائدة بإطلاق «جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني»، الأمر الذي يؤهلها لأن تمارس دورا رياديا على الصعيد العربي. وهذا ما أشار إليه رئيس جمعية البحرين للإنترنت السابق أحمد الحجيري خلال فعاليات «جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني 2007» إذ قال: «إن جائزة البحرين للمحتوى الالكتروني ما هي إلا مشروع مشترك واعد بين وزارة الصناعة والتجارة والجمعية يستهدف دفع المبدعين من أبناء المملكة لتحقيق مزيد من النجاح والتقدم في مجال صناعة المحتويات الالكترونية بحكم مضاعفة حجم المنتجات المشاركة التي وصل عددها إلى 400 منتج مقارنة بـ 150 منتجا فقط في العام 2005. واقترح الحجيري حينها أنه لتطوير قطاع تقنية المعلومات وصناعة المحتوى الالكتروني في المملكة «ضرورة العمل على وضع استراتيجية وطنية عليا لقطاع تقنية المعلومات وفتح سوق الاتصالات وإنشاء منطقة حرة لشركات تقنيات المعلومات».
فعاليات بحرينية رائدة على مستوى صناعة المعلومات الإلكترونية من نمط «منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية»، الذي يعقد سنويا، الذي ترعاة هيئة الحكومة الإلكترونية، والذي بوسع الهيئة أن تطوره كي ينطلق من النطاق المحلي إلى المجال العالمي. وكما يبدو فإن الهيئة تشارك بروك هذه الرؤية. ومن الطبيعي أن يكون وجوده في البحرين من شأنه أن يزاوج بين الخبرة العالمية التي بحوزة بروك، والنكهة المحلية الي يتمتع بها المنتدى، وتملكها الهيئة.
علاقات متميزة تتمتع بها البحرين مع جاراتها من دول مجلس التعاون والتي جسدها «الإجتماع التنسيقي لرؤساء هيئات وبرامج الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون» الذي عقد في البحرين في نهاية يونيو/ حزيران الماضي الذي جاء بمبادرة من البحرين التي قدمت العديد من الأوراق المهمة ذات العلاقة بصناعة تقنية المعلومات والإتصالات، وخصوصا تلك التي لها علاقة مباشرة بالأنشطة الحكومية، مثل توحيد المقاييس والمعايير من أجل تفعيل العمل المشترك على المستوى الخليجي أولا وعلى المستوى العربي في مرحلة لاحقة. ومن الطبيعي أن تشكل مثل هذه المبادرات رافعة تطوير صناعة تقنية المعلومات والإتصالات، ومن بينها صناعة المحتوى الإلكتروني. هذه الحال البحرينية المميزة والرائدة، توفر فرصة مواتية للمملكة كي تكون رائدة على المستوى العربي من خلال رعايتها لفعاليات «الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني».
الملاحظات التي قدمت فتحت المجال أمام حوارات غنية بين بروك وأعضاء اللجنة وفي مقدمتهم رئيسها الشيخ محمد بن مبارك الذي ركزعلى انعكاس تطوير «صناعة المحتوى الإلكتروني» على سوق العمل، ومدى قدرتها على خلق فرص عمل مبدعة أمام الشباب الحريني.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ