العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ

تانيا صالح...حالة غناء خاصة

«ثقافتنا فرنساوية، وسيجارتنا أميركية، والقهوة برازيلية آه يا ليلي يا عين... سألونا ع الهوية وع حروف الأبجدية، ما بقى نعرف شو هيّه آه يا ليل ياعين».

كلمات هذه الأغنية» ياليل ياعين» هي أكثر ما يدندنه اليوم اللبنانيون الذين يجدون في كلماتها تعبيرا جريئا عن واقعهم وهم الذين اجبروا على الغربة والهجرة بسبب تقلب المزاج السياسي والاقتصادي.

منهم من عاد محملا في حقيبته ثقافة البلد الذي عاش فيه وهو ما اوجد خليطا منوعا أو بالأحرى فوضى من الثقافات التي بدت سمة من سمات اللبناني وهو أمر لا يمكن تجاهله بل حتى طال كلمات الأغنية اللبنانية التي أدتها تانيا صالح صاحبة الصوت الدافئ والكلمات الملتزمة التي تحكي الواقع اللبناني بتفاصيل وأخرى عن هموم الشارع العربي في تعبيرات ترتقي بالمستمع وابعد ما تسمى بالأغنية.

إذ تهز مشاعرنا بكلمات قاسية تعبر عن الوضع المرير ومشاكل الشباب العاطل وفراغه المفروض عليه والخطابات الموعودة إلى غيره إذ تقول في أغنيتها المازجة بالفصحى والعامية «الجيل الجديد»: «نحنا الجيل الجديد، سمعتنا بالحضيض، مافي شي طالع بإيده، هايدا الجيل الجديد... عارف كل المسائل، عن حاله منّو سائل، طالع لبيّه عاقل، جيبله هديه ع عيده، تاريخه عم بيعيده، هايدا الجيل الجديد».

أما في أغنية «عالمية» التي قد تعني بواقع فلسطين أو العراق أو باقي قضايانا الفاشلة فتقول تانيا : نفس القضية الكل شاف وهرب، ولامونا واستضعفونا ودقّوا طبول الغضب... استنكارات وخطب ... ولمين أشكي لمين نسفولي بيتي اخترب... عالمية نومه هنيه وصاحي ضمير العرب... الخ.

تانيا صالح التي سماها والدها تيمنا بمحبوبة المناضل اليساري تشي غيفارا... حالة غناء خاصة في ظل موجة الفن الهابط المتفشية في العالم العربي التي نتمنى لها الاستمرار...وأيضا نتمنى أن تكون حاضرة ضمن فعاليات «ربيع الثقافة» للعام المقبل أو في مناسبات وطنية وإنسانية تحاكي واقعنا من دون رتوش!

العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً