ذات أربعاء فاجأني أحد القراء بسؤال: إلى أي حد أنت طموحة: 50، 70 في المئة أو أقل؟ على مضض جاوبته بخمسين في المئة وربما أقل، مبررة ذلك بكم الإحباط الذي نواجهه كل يوم وكأننا «نؤذن في خرابة»... «الإحباط» إياه تبدد بالأمل في اليوم نفسه حينما استضافت «الوسط» الشاب محمد علي الذي تحدث بلغة الواثق عن نفسه وطموحاته ونقد الكثير من الأمور، لغة (وجرأة) قلما تجدها بين من هم يكبرونه سنا.
أعرف أن هناك كثيرين محبطون، ولكني لا أعلم بكم أولئك الذين طرحوا اليأس جانبا وعملوا بجد وراء طموحاتهم وآمالهم؟ شباب في مقتبل العمر، بل وأطفال صغار اتخذوا ممن سبقوهم وتمكن الإحباط منهم حتى وجدوا أنفسهم مستسلمين للبطالة والعوز والفقر أو في أحسن الأحوال الرضا بقسمة لو كان العدل قائما لكانت أفضل حالا بكثير... مثالا لصورة واضحة المعالم لمستقبلهم، حتى آثر الكثيرون من أولئك الصغار الانسحاب من الدراسة طالما أنهم في النهاية سيلاقون مصير أسلافهم نفسه تعبوا أو ارتاحوا!
إن كان محمد علي قد تهيأت له الظروف لأن يكون متفائلا، فهناك أناس جعلتهم الظروف أيضا لا يرون في هذه الدنيا إلا السواد، يولدون فيواجهون الواقع: أوقات فراغ طويلة... شح في المراكز والأندية وأماكن التثقيف والترويح عن النفس... هوايات لا مجال لأن تنمى وتنطلق... مناهج دراسية تبعث على الملل لا تتماشى مع الألفية الثالثة... أضف إليها كما من القضايا اليومية التي تمس كيان الفرد وكرامته، التي نخطئ شديد الخطأ إن حسبنا الصغار بعيدين عن التأثر بها... كلها عوامل بسيطة وهي منفردة، ولكنها اتحدت مع بعضها لتفجر طاقات العنف بالصورة التي تشهدها الشوارع كل يوم... ويبقى حلها سهل وبأيديكم.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2137 - السبت 12 يوليو 2008م الموافق 08 رجب 1429هـ