العدد 2137 - السبت 12 يوليو 2008م الموافق 08 رجب 1429هـ

سلام الله يا أماه!

الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود... هـي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي، ليرعى ضعفنا ويمرض علتنا... هـي الإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حدود أو منــّـة... هي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة... هـي البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنا... وهـي إشراقة النـور في حياتنا...

أعرف أن اليوم ليس عيدها الذي تعودنا أن يحيى في 21 مارس/ آذار من كل عام، ولكنني اليوم أردت الكتابة عنها؛ لأنني وقبل أيام قليلة مضت أدركت أننا مهما كبرنا في العمر ومهما كان لنا من الأولاد والبنات، فإننا لا نشعر بالأمان إلا في أحضان أمهاتنا، فقد رأيت ذلك أمام ناظري، إذ زرت إحدى المرضى بالمستشفى... كانت أمّا لسبعة أبناء، وقد أغدقت عليهم جميعا بالحنان كما فعلت من قبلها أمها... صبورة ساعة الشدة والجميع يعرف عنها ذلك، إذ تحملت ما أصابها من المرض وكانت مؤمنة بقضاء الله وقدره. تلك المريضة لم تكن وهي على فراش المرض وساعة الألم الشديد أمّا، فقد كانت كالطفل البريء الذي يطلب أن تبقى أمه بجواره، بل وتطلب أن تمسك بيدها، وكانت يدا أمها هي التي ستبعد عنها الألم والمرض... شافاها الله وأرجعها سالمة لذويها وأبنائها.

عدت للبيت متأثرة جدا بما عشته في تلك اللحظات... لذلك كنت أسلي نفسي بمتابعة برنامج حواري مع إحدى المطربات العربيات، إذ سألت هذه المطربة عن علاقتها بوالدتها المريضة، وخصوصا أنها ترقد بالمستشفى في وضع حرج، فقالت هي لا تستحق مني أن أعطف أو أحن عليها، فقد عارضتني عندما أردت أن أدخل الوسط الفني، هي فعلا إنسانة بلا رحمة! يا الله هل تستحق أمها منها فعلا هذا الكلام، في مثل هذا الوقت؟ أهل أذنبت عندما رفضت دخولها لمجال الغناء؟ ولو كانت هي مكان أمها في المرض فهل ستقول أمها ما قالته هي؟

قارن بين واقع تلك المريضة وواقع تلك الفنانة التي لم تخجل أو تنكسر وهي تتفوه بتلك الكلمات، ألا تعلم بأن دينها وهي مسلمة حثها على البر بالوالدين، بل وأمرنا بطاعتهما في كل أمر عدا ما حرم.

العدد 2137 - السبت 12 يوليو 2008م الموافق 08 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً