جاءت قرعة تصفيات كأس أمم آسيا لكرة القدم 2011 لتدق جرس الإنذار مجددا في البرنامج المزدحم الذي ينتظر الأندية والمنتخب البحريني محليا وخارجيا ابتداء من سبتمبر/ أيلول المقبل حتى النصف الثاني من 2009.
يقال إن لكل فعل رد فعل ولكل حادث حديث، لذلك فإننا نأمل أن يتعاطى المسئولون بالاتحاد البحريني لكرة القدم وكذلك جميع أفراد الأسرة الكروية البحرينية مع الوضع الجديد والاستثنائي والذي لم يمر علينا من قبل وفق رؤية مختلفة ومدروسة تجعل مصلحة المنتخب أولا إذا ما اتفقنا على أنه يمثل المصلحة العامة، ويجب تكاتف الجميع لإنجاح مهماته التي ستدور على أكثر من جبهة خليجيا وقاريا وعالميا، والخروج من دائرة الاجتهادات التي طالما سارت عليها عجلتنا الكروية لسنوات طويلة.
ولعل الإرهاق وضغط المباريات التي سيخوضها منتخبنا وجميعها تحمل الطابع المصيري وكثرة السفر ما بين دول مختلفة المسافات والأجواء، وكذلك تشتت لاعبينا ما بين أنديتهم المحلية والخليجية، وتداخل وتقارب مواعيد مباريات كأس خليجي 19 والتصفيات النهائية لمونديال 2010 وتصفيات كأس آسيا، كل تلك عوامل ومبررات تفرض علينا قرع أجراسنا الكروية من الآن، ونجعل صيفنا الكروي ساخنا فعلا بالتفكير والتحضير والاجتماعات مع المتخصصين في أسرتنا الكروية؛ لوضع البرامج والتصورات التي يمكننا من خلالها رسم روزنامتنا للمرحلة المقبلة المهمة.
لنتصور مثلا لاعبي فريق المحرق الذين يمثلون نسبة كبيرة من قائمة منتخبنا، يفترض على كل منهم تقريبا خوض نحو 60 مباراة محليا وخارجيا في الفترة ما بين سبتمبر 2008 وسبتمبر 2009، وكلنا ندرك أن غالبية لاعبينا غير متفرغين لكرة القدم، وبالتالي لا يمكن الرهان على قدرتهم على العطاء في جميع هذه المباريات بكفاءة بدنية وفنية ونفسية.
وندق الجرس مجددا ونقول إن المشكلة واضحة أمام الجميع، لكن الأهم كيف نعالجها، فالحلول عدة ومختلفة وتتطلب أيضا قرارات قوية وحازمة من المسئولين باتحاد الكرة في كيفية تسيير ونظام المسابقات المحلية للموسم المقبل الموعود بالدمج وكأس الملك وكأس ولي العهد «مرتين»، كما يتوجب على الجهاز الفني خلق صف ثانٍ يكون رديفا قويا للصف الأول قادرا على سد النقص واحداث التوازن في تشكيلة المنتخب في بعض المباريات التي سيخوضها المنتخب في التصفيات الآسيوية أو المونديالية، إذ يفترض أن يكون المدير الفني ماتشالا صنع بعض عناصر الصف الثاني بعد ما دخل العام الثاني من مشواره العملي مع منتخبنا، من دون أن نعني بذلك التهاون أو الاستهتار ببعض المباريات بقدر ما نقصد وضع حسابات دقيقة وواقعية مع مجريات كل مباراة لمنتخبنا في مشوار التصفيات.
إن قلقنا وخوفنا من تجاربنا السابقة يجعلنا نكرر طرح مثل هذه الأمور ونبحث بأسطرنا المتواضعة عن حلول لوضع صعب ينتظرنا ويتطلب منا ربط الأحزمة قبل أن تحين لحظة انطلاق القطارات الآسيوية والخليجية والمونديالية!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ