دشنت جمعية الصحافيين البحرينية في اليوم العالمي للصحافة في الثالث من مايو/ أيار الماضي ميثاق «صحافيون ضد الطائفية»، وبلغ عدد الموقعين ما يزيد على 200 جهة.
ولكن توقيع الميثاق من قبل الأطراف المعنية ليس مهما، فالمهم في الأمر مدى فاعلية ذلك وانعكاسه على أداء الصحافة والصحافيين، ومن حق الناس أن تسأل الآن بعد مرور شهرين على ذلك الحدث: ما الذي تغير؟
في المقابل، سيدشن عدد من أصحاب المواقع الإلكترونية ميثاق «مواقع بلا طائفية» في الحادي والثلاثين من أغسطس/ آب المقبل، تزامنا مع اليوم العالمي للبلوغرز.
ليس الحديث هنا بصدد إصدار حكم على نجاح أو فشل هذا الميثاق أو ذاك، ولكن هل هناك جدوى من بقاء أي منهما حبرا على ورق!
نعم، يجب أن يقرّ الجميع بأن ضبط المواقع الإلكترونية الطائفية مهمة شبه مستحيلة، ولن تكون إلا برغبةٍ من مرتاديها، وأي موقع من تلك المواقع يتعرض للمنع فسيزداد قوة؛ لأن الممنوع مرغوب!
إن استئصال المواقع الطائفية، يستدعي علاج الحال الطائفية الموجودة في المجتمع؛ لأن الطائفية الإلكترونية جزء من الوسط الاجتماعي. ولن يفلح أي علاج للمشكلة إلا بواسطة التكاتف الأهلي والرسمي من خلال التوعية والتثقيف وتعزيز الحقوق والمساواة ونبذ التمييز؛ لأن التفريط في ذلك يغذي الطائفية والطائفيين.
العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ
