العدد 2127 - الأربعاء 02 يوليو 2008م الموافق 27 جمادى الآخرة 1429هـ

مناطق تراثية ولكن...

في أوروبا، وتحديدا نقيس على أحد الأمثلة التي قرأتها في وقت سابق عن أحد القوانين في ألمانيا، الذي فرض عقوبة على أحد المواطنين، نظرا لطلائه منزله بألوان لا تتجانس مع النسق الخاص بالمنطقة، ما جعل شكل المنزل شاذا عن سواه، وشوّه في نظر القاطنين الشكل العام المتجانس لباقي المنازل والمنطقة ككل، وهو ما دعا رجال الأمن للفت نظر المواطن كي يقوم بإعادة طلاء المنزل، حبا في أن تظهر المدينة بالصورة الجميلة التي يُعمل على إيجادها باستمرار.

في البحرين، درج العمل على عدد من البيوت التراثية لإعادة تهيئتها كي تصبح مراكز ثقافية مختصة في مجالات معينة، تحفظ للبحرين الصورة الجمالية للمبنى التراثي وفق تصميمه الخاص، وقد جاء ذلك وفق دراسة أعدتها وزارة البلديات والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ نجح هذا البرنامج في مناطق معينة بجعلها متوازنة مع التراث في هيئتها العامة، كالمنطقة التي يقع فيها مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، بيت عبدالله الزايد، بيت الشعر، وبيت الكورار، الذين شكل تجمعهم الجمالية الحقيقية لهذه المراكز، وذلك في الروح التي تخلقها تلك البقعة الصغيرة وسط المباني الحديثة، فيما كان الأمر سيسوء لو أن هذه البيوت كانت متفرقة في أنحاء شتى.

الدراسات والعلوم المعمارية الحديثة أكدت أن البدء في تشييد مثل هذه البيوت، أو أي نمط من البيوت في منطقة، سيجر وراءه سيلا من أعمال التغيير - اللا مباشرة - من القاطنين في المنطقة؛ إلا أن ما بدا للعيان أن الإمكانية المتواضعة للبحرينيين، أو هي نزعتهم للعملية والأسلوب الحديث للبناء، جعل منهم يتراجعون عن تحويل مبانيهم لتتناسب مع هذه النمطية في البناء، وهو ما جعل المشروع يصطدم مع العقلية السائدة، وينكفئ حول نفسه مع مجموعة البيوت التي عمل قطاع الثقافة والتراث على إعادة تهيئتها.

العدد 2127 - الأربعاء 02 يوليو 2008م الموافق 27 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً