بدأت الإعلانات تنتشر في هذه الأيام بالمجمعات التجارية والشوارع العامة التي تدعو البحرينيين الى قضاء الاجازة في مملكتهم، لكن ما مدى واقعية هذه الاعلانات على رغم احترامنا للجهات التي أطلقتها... فالمواطن الغلبان لا يجد من طريقة للترفيه سوى التحول إلى مستهلك يشبع أوقات فراغ أبنائه إما بالشراء أو ارتياد مكان مغلق واحد أو اثنين.

فمن يكون مجبورا أن يقضي إجازته في أشهر الصيف الحارقة المصحوبة بعواصف الغبار وحمامات الرطوبة، ترى غالبية العوائل إن لم تكن جميعها يقضونها في مجمع السيف لا غير.

فهذا المكان هو الأمثل والوحيد لتمضية إجازة الصيف في البحرين، فأغلب الأنشطة الموجودة في فترة الإجازة للأطفال فهي متواضعة أو محدودة أو مكلفة للبعض.

فلا شواطئ للاستجمام وأنشطة مائية تبرد على النفس ولا مساحات خضراء تخفف من حدة الحرارة لتضفي ظلالا على الأطفال وأسرهم في رحلة عائلية بسيطة.

كل ذلك يدعونا للقول ان المتعة الوحيدة في البقاء بديرتنا البحرين هي التسوق وارتياد المطاعم والسينما وأماكن لعب الأطفال داخل المجمعات، أما عدا ذلك فهو إما غير موجود أو غير مؤهل أو دون المستوى لتمضية إجازة سعيدة مع العائلة... وبالتالي تكون فرصة سانحة للمحلات لطرح مختلف منتجاتها وسلعها لجذب من يقرر البقاء في البحرين ليكون (دون أن يرغب ربما) من «عبدة الاستهلاك» لا أكثر.