فجّرت شرطة دبي بالتعاون مع المكتب الهندسي للشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم برج البث التلفزيوني الهوائي بمنطقة الجميرا الذي مضى على وجوده 30 عاما، إيذانا ببدء مرحلة جديدة من البث التلفزيوني تعتمد التقنيات المعاصرة المتمثلة في نظام الفايبر (الألياف البصريّة) بديلا لنظام الميكروويف السابق.
في المقابل، لا يزال تلفزيون البحرين يحتضر، فبرامج التراث هي الحاضر دائما، والوجوه هي هي، والمحسوبيات على حالها. المضحك أن بعض الأعمال الإبداعيّة يتمّ تصنيعها خارج أسوار وزارة الإعلام! على أيدي شباب بحرينيّين مؤهّلين بكفاءة، إلا أن الشيء الذي ينقصهم هو «الواو»، لذلك عليهم أن يخدموا التلفزيون لوجستيّا. واقعا، لا يمكن الانتقاص من خطوات وزارة الإعلام الساعية لتطوير الجسم الصحافيّ في البلد، ولكن ماذا عن رفع كفاءة الكادر العامل بداخلها، وماذا عن الكفاءات التي تنتظر تقديرا أو وظيفة. الكلّ استبشر خيرا بتعيينات جديدة في جهاز الإذاعة والتلفزيون، وهو ينتظر أن يرى تحسينات ملموسة.
ما يحتاجه التلفزيون بالإضافة إلى خطة تطويرية بعيدة المدى تعتمد الكفاءة والحرفيّة بعيدا عن الواسطات هو أيدٍ بحرينية جديدة تنفذ تلك الخطّة ووفق رؤية تراعي الثوابت والأعراف. الغريب أن تقريرا صحافيّا مشبوها قاد حملة شعواء للدعوة إلى حجب موقع «أوال» لكونه مثيرا طائفيّا ومؤجّجا ويمثل خرقا للحمة الوطنية وافتئاتا على القيادة السياسية - وأنا هنا لست في موقع الدفاع - ولكن ما أثارني إشارة ذلك التقرير إلى أن الكادر الفاعل بالموقع ورغم عمره المهني القصير يتمتع بأداء ممتاز، فأين وزارة الإعلام عن أمثال هذه الكوادر التي تضطر إلى أن تجد لنفسها منافذ أوسع وأكبر بعد أن سدّت بوجهها المنافذ الرسميّة، وهكذا الحال في أكثر من موقع؟!
العدد 2124 - الأحد 29 يونيو 2008م الموافق 24 جمادى الآخرة 1429هـ