يطلق في دولة الكويت على الكلمات غير الواضحة وغير المفهومة لمن يجهل أبجديات اللهجة الدارجة « البدليات»، والأمر هنا ينطبق على أغنية المطرب اللبناني راغب علامة، والذي أمل في مجاراة موضة اليوم في الغناء باللهجة الخليجية كغيره من من حاولوا ذلك وحقق البعض منهم نجاحا ملحوظا، بيد أن سفنه واجهتها رياح عدم تمكنه من إتقان اللهجة.
أغنية «إبتدى عمري» لراغب علامة في ألبومه الجديد قد تكون جيدة ومن غير المنصف تصنيفها ضمن قائمة الأعمال الفاشلة، فكلماتها ليست أسوء من سواها، بيد أن لهجة علامة زادت الطين بلة، فللوهلة الأولى المستمع للأغنية يحسب المغني من الهنود الذين لا تتجاوز إقامتهم في الخليج الشهرين ويحاول جاهدا إتقان اللهجة الدارجة بركاكة.
لا يختلف إثنان أن الغناء بجميع اللهجات أمر جيد فنيا ويثري الساحة، لا سيما بعد أن أثبتت التجارب ذلك بأغاني أصالة وذكرى الخليجية وأغنية ماجد المهندس وحسين الجسمي المصرية، بيد أن هاجس تحقيق النجاح ذاته من دون الالتفات إلى المقومات والإمكانيات الفنية والشخصية للمغني لتحقيقه هي عوامل من شأنها أن تقلب السحر على الساحر وتحقق فشلا محتوما للأغنية وصاحبها وتؤثر على مشوار فني عكف على بنائه طوال سنوات والأهم التسبب في تشويه اللهجات التي تعبر عن جزء من ثقافة المجتمع.
المضحك في الأمر أن «كورال» راغب علامة في أغنيته من الشباب الخليجين وبالتالي جاءت لكنتهم مقنعة جدا خلف راغب علامة والذي بدأ يطلق «البدليات» في كل جملة يتغنى بها.
العدد 2124 - الأحد 29 يونيو 2008م الموافق 24 جمادى الآخرة 1429هـ