أكتب هذا الرد بصفتي كاتبا صحافيا أتحدث عن آراء شريحة من الناس وليس أكثر من ذلك. أقدم بين يدي القراء الكرام ردا على ما ورد في بيان الفرسان الثلاثة (والرابع المخفي) أصحاب السفرات المتلاحقة شهرا بعد شهر. وقبل الولوج في الرد، أشير إلى أن هناك إجماعا على نطاق واسع من الرأي العام في البحرين على ان سفرات أعضاء المجالس البلدية الكثيرة قليلة الفائدة، إن لم تكن معدومة!
إن ما ورد في مقالي الصحافي لا يعدو أن يكون حرية رأي وتعبير ليس إلا، ثم إنني لم أذكر أي عضو من أعضاء المجالس الثلاثة أو المجالس البلدية المذكورة أنفسها، كما ورد في ردهم. ولا أعلم لماذا اشتبه هؤلاء الثلاثة بأنفسهم من دون غيرهم من الأعضاء؟!
وقد ابلغني عدد من أعضاء المجالس المذكورة إنهم لم يطلعوا أو يوافقوا على البيان، وتفاجأوا بنشره في الصحافة، واستنكر الكثير منهم خروج البيان بهذا الشكل من دون الرجوع إليهم وأخذ تواقيعهم عليه وإن الأعضاء الثلاثة (ورابعهم الفصيح) قاموا بتصرف فردي.
الكلام الفاضي الذي كتبوه في بيانهم المهلهل والذي جاء فيه انني طلبت سفرات من الأعضاء. هو كلام كذب ومردود على مفتريه، ونفسي أعز من أن أطلب منكم أيها السادة المحترمون! «المفجوعون» على السفرات! بل أنتم من عليه إثبات ذلك إن كنتم صادقين!
أسئلة على مائدة نقاش مفتوحة
ما تفسيركم أيها الأعضاء من تعدد سفراتكم المهمة (كما تقولون) والمواطن لا يلمس نتائج هذه السفرات؟! وما هي التجارب والخبرات التي اطلعتم عليها ونقلتموها على أرض البحرين؟!
ماذا استفاد المواطن من ذهاب أحد الأعضاء إلى دولة أوروبية مع وفد وهو لا يعرف «Abcd…»؟!! وما السر وراء إلحاح بعض الأعضاء بفتح باب التشريفات لهم أثناء السفر؟ أيعقل أن يصطحب أحد الأعضاء زوجته وهو في سفرة رسمية؟
يا للخيبة! رئيس وفد بلدي يقابل عمدة بلدة في دولة أجنبية في زيارة رسمية مرتديا «زنجفره» فانيله، وبرموده 3/4 (ثري كوارتر) مع قبعة صفراء و»جوتي» حذاء رياضة! ونعم التمثيل لمملكة البحرين!
نكات سوداء
معهد الـ «N.D.I» تكفل بسفر أحد الأعضاء إلى لبنان، والعجب بأن هذا العضو تسلم مخصصات السفر من البلدية! والملف ظل عالقا لدى المدققين الماليين!
أحد المجالس البلدية لديها نظام نوبات السفر! اذ يسافر عضوان وينتظر عضوان آخران نوبة سفرهم وهكذا دواليك... وتحدث معارك لا حد لها على السفرات... وعلى ذلك لم يلتئم المجلس بكامل أعضائه طيلة دور الانعقاد الأول والثاني إلا مرات معدودة!يقوم بتسلم تذكرة مفتوحة لمدة عام ومن ثم يعاود استرجاع قيمة التذكرة لشراء تذكرة رخيصة، ليذهب بالباقي في صندوق الإيداع الشخصي! هذا فعل أحد الأعضاء!
في الحقيقة إنني لم اعترض على سفرات الأعضاء، بل إن اعتراضي كان على السفرات التي ليست ذات قيمة - وأكثرها كذلك - والتي يشاطح ويناطح فيها بعض الأعضاء المعروفين بالولع والعشق للجولات المكوكية كأن الواحد منهم «ابن بطوطه»!
ثم يريد هؤلاء الأعضاء إسكات كل صوت يطالب أو ينادي بكشف الحقائق؛ وإلا لو كانت لديهم شطارة ليظهروا للناس تقارير موضحة لسفراتهم والمبالغ التي صرفت، وينشروه على رؤوس الأشهاد! أليسوا يطالبون الحكومة بالشفافية؟!
لماذا كل هذا الاعتراض أيها السادة الأعضاء؟ ألم يكن من الصواب أن تستعرضوا انجازاتكم القيمة من نتائج تلك السفرات حتى تنالوا ثقة المواطن الذي انتخبكم؟ أم أنكم تخبئون تلك الانجازات السحرية إلى قبيل الانتخابات القادمة؟!
أما عن العلاقات الطيبة التي تربطني بالأعضاء جميعا، فإنني أقيم علاقات طيبة مع جميع الناس؛ وذلك لا يعني أن أكسر قلمي أو أصمت عن تقديم النقد، بل وحتى النصح قدمته لبعض الأعضاء عن السفرات التي ليس من ورائها طائل، وهناك شهود على ذلك إن أرادوا. ثم ما دخل العلاقات الإنسانية والاجتماعية بالعمل الصحافي؟! وأعتقد إن هذا مدح لي من الثلاثة الموقعين وليس ذما، اذ كلامهم يؤكد انني لا أقيم وزنا للمجاملات الاجتماعية أثناء تأدية واجبي في الكتابة، ولا اعتبار لدي إلا للضمير.
أخيرا وليس آخرا، فإن البيان الذي أصدره الثلاثة، وهم على عجلة من أمرهم اذ إنهم كانوا يتدافعون على باب الطائرة، ونُشر بيانهم وهم خارج البحرين.
لا يفوتني أن أبعث تحية احترام وتقدير إلى أعضاء المجالس البلدية الذين لديهم نشاط يلمسه الناس أنفسهم في كل محافظات المملكة. وللكلام بقية...
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ