العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ

أوان لغة أخرى

التجربة التي قادها التشكيلي البحريني حامد البوسطة في تنظيم مهرجان حمل اسم «مهرجان القافلة الثقافية الأول» لهي تجربة متميزة، تضاف إلى رصيده من الابتكارات في تنظيم فعاليات ثقافية تحمل طابعا خاصا، فيما يؤكده حامد أنه نوع من التسويق للفعالية عبر إبرازها من خلال زاوية مغايرة للمعتاد.

كانت الإشارة الأولى في الخامس من مايو/ للعام 2005، وذلك حينما نظم المعرض التشكيلي 5×5×5 الذي شارك فيه خمسة فنانين بخمس لوحات لكل منهم في التاريخ المميز لذلك العام ذي الخمسات الثلاث.

أما اليوم، فخمس ليالٍ، لخمسة فنون ومجالات ثقافية قدمها البوسطة عبر «البارح للفنون التشكيلية»، رعى فيه أن يكون مهرجانه مساحة مشتركة تجمع الفنون الخمسة من التشكيل إلى الشعر إلى الموسيقى إلى الفيديو وحتى المسرح، ليضفي على المهرجان التنوع المهم لكسر الروتين أولا، وليتيح المجال لتلاقح المجالات الثقافية في وسط واحد ثانيا، ويكسر الحاجز الذي يمنع الكثير من الشباب للظهور في الفعاليات الثقافية، نتيجة لكونها بيئة خاصة لذوي النظارات الزرقاء، ومن يكثر كلامهم في الوهم واللامفهوم.

حامد، حاور بلغة خاصة نوعا جديدا من الجمهور الثقافي، ونوعا جديدا من المثقفين، إذ تميزت فعاليته بحضور خاص للشباب، الذين كانوا يتلمسون الجمالية في اللوحات المعلقة، ويستشعرون دفئ الشعر، ويميلون مع ألحان الموسيقى، ويتفاعلون مع الممثلين وهم يؤدون أدوارهم على الخشبة أو في الشاشة، ما يعزز انتماء جديدا وأبوابا لدماء جديدة كي تتدفق وتعطي بشكل أكبر في تلوين الحياة الثقافية البحرينية، ويظل وريد الثقافة متدفقا بعد أن سدت أبواب مجاريه على من فيه، في وجه من أقبل عليه، وذلك ضنا أن الثقافة ما هي إلا في سرد مجموعة الكلمات التي تأتي على وزن (الليبرالية، الديمقراطية والتقدمية)، وأن من لا يتقن التحدث بتلك اللغة لهو دخيل على العائلة المالكة لدار الثقافة.

العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً