العدد 212 - السبت 05 أبريل 2003م الموافق 02 صفر 1424هـ

المفاجآت الأميركية

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بأن الجيش الاميركي والانجليزي بكامل تجهيزاتهما ومعداتهما العسكرية ذاهبان من اجل فرض الأمن والسلام العالميين عن طريق احتلال جمهورية العراق بهدف التفتيش وتدمير اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، صرح بذلك بعد 12 سنة من البحث المتواصل من قبل المفتشين الدوليين الذين اختارتهم دول البغي والعدوان بأحدث الوسائل اللازمة للتنقل والكشف تحت كل صخرة وفحص كل صغيرة وكبيرة ودخول كل موقع وكل منشأة وبيت والبحث فوق وتحت الأرض حتى اعياهم التعب والملل من طول امد التفتيش ومعاودته الى حد لم يستطيع فيه المفتشون مواصلة الكذب والنفاق، وأجمعوا على انه لا توجد اسلحة دمار شامل في العراق فكان هذا الخبر بمثابة الصفعة القوية على وجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، وعلى الجانب الآخر هلل العالم فرحا وتنفس شعب العراق الصعداء وتفاءلوا بقرب رفع الحظر والحصار عنهم وترقبوا ذلك القرار، الا ان القرار الاميركي والبريطاني جاء في شكل آلاف الصواريخ والقنابل القاتلة التي اسقطت على الشعب العراقي لتحصد أرواح الصغار والكبار تحت شعار الجريمة المغلفة «تحرير العراق»، والتي كانت مفاجأة قذرة من راعية الديمقراطية والسلام العالمي. والمفاجأة الثانية كانت في تصريح الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة يوم الاربعاء الماضي 27 مارس/آذار 2003 إذ اعتبر ان كل دعوة تطلقها شعوب المنطقة إلى مقاطعة الولايات المتحدة الاميركية وطرد دبلوماسييها كلام غير واقعي ومضيعة للوقت كما فاجأنا بعض المثقفين العرب الذين صرحوا بأن المسيرات والتظـاهرات الاحتجاجية ضد الاعتداء على العراق هي كذلك مضيعة للوقت.

هذه بعض الامثلة من المفاجآت الغريبة العجيبة التي لاندري الى اين نحن ماضون فيها. نحن نتفهم غاية الوزير صهيوني الهوى رامسفيلد من هذه الحرب، والغيورون يحاولون أن يتصدوا لها بما يتاح لهم من فعل إلا أن غير المفهوم هو تلك المفاجآت التي لا تخدم قضايانا وتأتي من مسئولين وشخصيات عربية لها وزنها السياسي على المستوى العالمي، فكيف يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يحظى بكل الاحترام والتقدير ان طرد الدبلوماسيين الاميركان والانجليز هو مضيعة للوقت، يا سبحان الله كيف يمكنه قول ذلك فلو افترضنا ان ما قاله صحيح فلماذا إذا تقوم الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة جاهدتين وتستخدمان كل الوسائل الممكنة لليّ الأذرع لدول ليست طرفا في هذه الحرب وتضغطان بشدة عليها لطرد الدبلوماسيين العراقيين من اراضيها، فهل ما تقوم به أميركا وبريطانيا هو من باب «مضيعة للوقت» أم هو جزء مهم جدا من سياسة الحرب النفسية المؤثرة بشده في وقت الأزمات على شخصية الدولة ومكانتها عالميا؟

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 212 - السبت 05 أبريل 2003م الموافق 02 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً