تواجه دبي ازديادا سكانيا بنسبة 6 في المئة سنويا تقريبا، وهو ما يهدّد بأزمة مروريّة خانقة ستشهدها هذه المدينة أكثر فأكثر، حتى إن بعض المراقبين حذروا من أن تلك الأزمة ستقوّض النشاط الاقتصادي الذي تشهده المدينة ما لم يتم تلافيها.
هذا بالضبط ما نعانيه وسنعانيه أكثر في البحرين بعد خمس سنوات فقط، فالشوارع التي تخضع لعملية تجميل مؤقتة عبر توسعة المسارات لن تستوعب مليون شخص، ولن تغدو درّة الخليج صافية، بل ستبدو متسخة بعوادم السيارات المختلفة الأحجام.
الفرق بيننا وبينهم أن لديهم تفكيرا بعيد المدى للعام 2010 وأكثر، إذ تمضي هيئة سلطات دبي قدما في برنامج سيمهد لظهور ستة جسور جديدة كبرى عبر تخصيص مليارات الدولارات لتطوير شبكة النقل! فيما نعيش الحسرة على مردودات النفط «القليلة»! وعلى ما لدينا من «أشباه جسور» يستغرق تشييدها وقتا طويلا ويسبب إرباكا مروريا. ويبدو أن الجسر المعوّل عليه للمساعدة في تيسير حركة التنقل بين البحرين وقطر هو الآخر سيتحوّل بفضل «البيروقراطية» إلى ازدحام مروريّ آخر أيام الإجازات والعطلات، أسوة بأخيه جسر البحرين السعودية!
الفرق بيننا وبينهم أن هناك شفافية أكثر ووضوحا بشأن المشروعات المقامة، فدبي التي ستتحول إلى ورشة عمل العامين الجاري والمقبل تمهيدا لشبكة نقل أفضل لن تكون مثل البحرين التي يبدو أنها ستظلّ تفكر لعقود في حلحلة الأزمة المرورية والنتيجة تغييرات طفيفة أو لا شيء أصلا، وما سراب «المدينة الشمالية» ببعيد!
العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ