من الآن فصاعدا، يجب على الدولة أن «تضرب بيد من حديد هذه المرة»... أولئك الناس، مَنْ يطلق عليهم اسم «مسئولون» في قطاعات الدولة المختلفة، مَنْ لا هم لهم إلا تحقيق مصالح شخصية وفئوية وطائفية... على الأقل، نريد أن «نبرد قلوبنا» لنسمع ولو مرة واحدة «أن اليد التي من حديد» ستضرب ولو لمرة واحدة في حياتنا، المسئولين المخطئين والمتورطين والمتجاوزين.
بصراحة، لقد مللنا كثيرا تلك اليد «التي من حديد» من كثر ما ضربت وضربت على أيدي المواطنين! هي مرة واحدة... مرة واحدة «تضرب تلك اليد» مَنْ يعبث بالمال العام، ومَنْ يعبث باستقرار السلم الاجتماعي، ومَنْ يعبث بالقوانين، ومَنْ يعبث بالبعثات والمنح...
مناسبة هذا الكلام، هو أن الناس... الكثير من الناس من مواطنين ومقيمين مستحقين، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، كانوا يعضون أصابعهم حسرة وألما وندما على فوات البعثات عن أبنائهم وبناتهم المتفوقين، والكارثة، أنه اكتشفوا بعد مضي سنوات طويلة، أن تلك البعثات والمنح لا تذهب كلها إلى متفوقين مستحقين... بل يذهب بعضها إلى «فوقيين» غير مستحقين.
المهم، لا أعتقد أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، سيغفل عن إخضاع هذه المهمة السنوية الصعبة للغاية، ألا وهي البعثات، للتدقيق والمراقبة حتى لا يعبث بها من عبث... وعفا الله عما سلف، لكن لا يجب أن يترك «الخلف»... وأقصد هنا من يثبت عليه تلاعبه بالبعثات سواء كان ذلك أمس، أم قبل عامين، أم قبل عشرين عاما، لطالما أن ملف البعثات الآن في أيد أمينة... في الحفظ والصون لدى سمو رئيس الوزراء، كما أعلن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس عن قيام التجمع بتسليم سموه التقرير الذي أعده التجمع بشأن تجاوزات لجنة وإدارة البعثات بوزارة التربية والتعليم.
على مدى سنوات، ومنذ بداية عملي في مهنة «المتاعب» في العام 1988، التي هي الأخرى تتعرض دائما للضرب بيد من حديد من الذي يسوى والذي لا يسوى، عايشت الكثير الكثير من معاناة المئات من الأسر التي حرم أبناؤها المتفوقون من البعثات... والآن، بدأنا نكتشف المخفي رويدا رويدا!
الجانب المهم للغاية، بل أعتبره شخصيا حدثا من أهم الحوادث التي شهدناها هذا الأسبوع، هو استقبال سمو رئيس الوزراء مجلس إدارة جمعية التجمع الوطني الديمقراطي للمطالبة بتدخل سموه لمساعدة المتضررين من هذه التجاوزات... الآن، سيجعل أولئك الذي نتمنى من اليد التي من حديد أن تضربهم... من المتورطين طبعا ولا نعني أي إنسان والسلام... لقاء سمو رئيس الوزراء سيجعلهم يتظاهرون بأنهم «قمة في المواطنة والإخلاص للوطن والمواطن والسير على نهج ولي الأمر»
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ