كم كانت صورة المرأة الستينية التي أصيبت بطلق ناري مساء الإثنين الماضي أثناء وجودها بالقرب من مسيرة تندد بتصريحات النائب جاسم السعيدي مفجعة وتلح على الأفئدة الطاهرة الرحيمة إدرار الدموع وضرب الراح على الراح لما آل إليه وضع المواطن الذي استبشر خيرا بنيل البحرين ثقة المجتمع الدولي وليختارها عضوا في المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وبعيدا عن الأضرار البشرية والإصابات التي لحقت بالمحتجين الذين اعتادت أجسامهم هذا النوع من الأذى في سبيل الدفاع عما يعتقدونه خطا أحمرَ لا تجاوز أو تهاون فيه، لا يمكن تصور ما تتركه السكينة من وجع خلف الظهر وخصوصا حينما تكتشف أن بصمات الضالع يقف وراءها شخص «منك وفيك».
مباشرة، وبعد تداول خبر الأم المصابة بطلق مطاطي وصورتها في أحد المنتديات الإلكترونية صبّ بعض أعضائها المحسوبين مجازا على الوطن كوكتيلا من السخرية والتعليقات الساخرة التي وصل بعض قيحها إلى حد التشفي والشماتة بحال هذه الجدة، فلا عزاء لأهل البحرين ممن نحسبهم إخوة في الإنسانية والوطنية والقمة المشتركة سوى تفويض الأمر لله والدعاء لهم بالهداية.
ختاما، أوجه سؤالي لكل النساء اللواتي يتشدقن بقضايا المرأة والمنافحات عن حقوقها، أينكن من انتهاك مورس بحق هذه المرأة؟ ألا يعد ذلك تمييزا وانتقاء وأنتن أول المستنكرات لهذه الظاهرة في المجتمعات الذكورية؟ أم أنه ينطبق عليكن القول المأثور «أسد علي وفي الحروب نعامة»؟
إقرأ أيضا لـ "جاسم اليوسف"العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ