العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ

عام ربيعيّ ثقافيّ

يقبل علينا صيف حار، مع سطوع شمسه التي تكوي الشوارع طوال النهار، ورطوبته الخانقة التي تحبس الجميع طوال فترته داخل الغرف التي تعزل مكيفاتها عنهم ذلك القضاء المحتوم علينا منذ سنين.

هذا القيظ المحتوم يواري أيضا النتاج الثقافي طوال مدته، إذ يلجأ المثقفون والمؤسسات الثقافية إلى بيات صيفي من نوع خاص، تتراوح أسبابه ما بين هروب المثقفين كغيرهم من الظهور خلال هذه الفترة، أو اختفاء الجمهور الذي يجعل المؤسسات الثقافية تتردد في إقامة الفعاليات، إلى جانب غياب خطة سنوية متكاملة لتقديم برنامج ثقافي مستمر طوال العام.

الملاحظ أن الفترة الماضية كانت زاخرة بالبرامج، من فعاليات مهرجان ربيع الثقافة والمعارض الفنية وبرامج السفارات الأجنبية والمؤتمرات التي رعتها الجهات الثقافية وقطاع الثقافة والتراث بوزارة الإعلام، كل ذلك تركز خلال فترة محدودة جدا كانت أشبه بالاستنزاف للمشاريع الموجودة، فيما يشبه الموسم الثقافي الذي يحل أجله وينتهي، ويترك باقي العام مقفرا بلا شيء يذكر.

حرّ الصيف ليس إلا شماعة التعليق إن أجدنا البحث عن الحقيقة، إذ إن التخطيط الاستراتيجي الواضح، وعمليات الجدولة الدقيقة للفعاليات الثقافية للبحرين ككل التي تتضمن المتناثرات من فعاليات الجمعيات والغاليريات هنا وهناك هي المسبب الحقيقي لفترة الركود. وما يتطلبه الأمر هو ضلوع جهة رسمية أو أهلية بعملية إعادة تنظيم الفعاليات، وذلك يؤدي إلى عدة جوانب إيجابية، أبرزها عدم انقطاع الفعالية الثقافية عن المثقف، والزائر المهتم بالتعرف على الوضع الثقافي في البحرين، إلى جانب عدم تزاحم أكثر من فعالية في الفترة نفسها، وهو ما يحصر المهتم لاختيار أكثرها أهمية له.

إنه التخطيط ولا شيء آخر، طالما أننا في بلد يتوجه نحو دعم الثقافة، يجب أن نبدأ بالتخطيط لها بشكل جيد، وتقسيمها، لتحظى البحرين بعام ربيعي متكامل تزهر فيه الثقافة كل يوم

العدد 2113 - الأربعاء 18 يونيو 2008م الموافق 13 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً