العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ

المسيحيون والمسلمون يتحدون في حفلات الزواج

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

حضرت خلال السنوات القليلة الماضية عددا من حفلات زواج زملائي في المساجد. أقدر كل مرة أكثر من سابقتها هذه المناسبة الرائعة، وينتابني شعور بأن حفلات زواج المسلمين أصبحت أقرب، على الأقل شكلا، إلى حفلات زواج المسيحيين.

كان المسلمون في الماضي يحتفلون بمناسبات الزواج في منازلهم أو في النوادي، ولكن توجد اليوم قاعات واسعة ملحقة بالمساجد تحتلها وبشكل متواصل حفلات أعراس متعاقبة خاصة أيام الخميس والجمعة.

حضرت الأسبوع الماضي احتفال عرس صديق لي في مسجد، تحولت فيها انطباعاتي الأولى عن مثل هذه الشعائر إلى قناعات راسخة. يبدو أن هناك اليوم ثقافة مصرية تمثل الشعائر المشتركة لدى المصريين كافة. اتجهت شعائر الزواج على الجانبين نحو بعضها بعضا.

يتوجب على المسيحيين حجز كنيسة قبل بضعة شهور من الحدث حتى يحصلوا على فترة ساعة لإجراء شعائر الزواج. يتوجب على المسلمين اليوم أن يفعلوا الأمر نفسه. فعندما تدخل بوابة المسجد، وخاصة إذا كان مسجدا مشهورا، تجد جدولا بالأعراس المبرمجة لكل يوم. ويتم منح كل عروسين على القائمة الطويلة ساعة واحدة فقط.

في الكنيسة يجلس العريس والعروس على مقاعد مرتفعة في الناحية الشرقية من الكنيسة، تحيط بهما الأزهار والشموع. في قاعة الاحتفال الملحقة بالمسجد، هناك أيضا مساحة مخصصة للعروسين، مزينة كذلك بالأزهار والشموع.

عندما يدخل العروسان إلى الكنيسة تحييهما أنشودة رائعة عن الرب عنوانها «ملك السلام». في المسجد يدخل العروسان القاعة بينما يجري ذكر أسماء الله تعالى الحسنى التسعة والتسعين.

في حفل الزواج المسيحي يمر كل زوجان بعملية دينية ثلاثية: الإعلان عن الزواج والمباركة الإلهية والصلوات. يتوجب على رجل الدين أن يذكر الأسماء الأولى للزوجين ورغبتهما في الاتحاد بيسوع المسيح. ثم يقوم بمباركتهما بعد ذلك ويناشد الحضور الصلاة إلى الله تعالى أن يجعل كلا من العريس والعروس سعيدين ومخلصين في الزواج.

شهدت شعائر مماثلة في المسجد. يعلن المسجّل الذي يدير شعائر الزواج الأسماء الأولى للزوجين ويعلن اتحادهما في الإسلام. ثم يطلب من الحضور أن يصلوا إلى الله ليملأ حياتهما خيرا وسعادة وازدهارا.

نعتقد أحيانا، من ناحية ثقافية، أن المسلمين والمسيحيين أصبحوا بعيدين كل البعد عن بعضهما بعضا. إلا أن نظرة معمقة في ممارساتهما الحياتية اليومية تظهر أوجه الشبه العديدة بينهما، على رغم أنهما قد يظهران غير قادرين على بحث هذا التقارب وإدامته.

لسوء الحظ، يدعو المتطرفون على الجانبين إلى ثقافة الحقد من خلال رسم خطوط فاصلة واضحة بين المسلمين والمسيحيين. عندما تشاركت بملاحظاتي حول الشعائر الدينية مع صديق مسلم محافظ اعترف بأوجه الشبه هذه، ولكنه حاول إقناعي بأن ما يحصل ليس جديدا وإنما هو مجرد تجسيد بعودة مصر الخالصة إلى التعاليم الإسلامية الحقيقية.

وعلى رغم ذلك، أنا مستمر في الاعتقاد بأن المصريين يختلفون في الدين، ولكنهم يشتركون في الثقافة.

أحب أن أنظر إلى القضايا من المنظور الثقافي. لذلك، وعلى رغم أي انحلال اجتماعي ظاهر، يجعلني ذلك أشعر بأنني مازلت أعيش في مجتمع متحد.

*صحافي مصري وباحث دكتوراه ومتخصص في الحكم والمواطنة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً