استبشرنا خيرا بوعود تحويل إحدى الإذاعة البحرينية لمصاف الإذاعات الرائدة بعد سلسلة الاتفاقات التي أبرمها وزير الإعلام؛ لما يتمتع به البحريني من حس صحافي راقٍ، وخبرة - وإن اعتبرناها قليلة - في الصحافة شبه الديمقراطية.

هذه الإذاعة التي أتحدث عنها هي (98.4) التي توقعنا لها من خلال الخطة التطويرية/ التصحيحية والاتفاقيات الإعلامية الموقعة مع عدد من الإذاعات المتميزة من مثل إذاعة «بي بي سي» أن تصل إلى ما سبق ذكره. ولكن بدأت المفاجأة بأولى المتابعات لها.

بدأت سلسلة الإخفاقات/ التراجعات تتواصل حتى اللحظة بالإعلاميين العاملين فيها، الذين يبدو أنهم لم يستوعبوا الخروج من «البشت الحكومي» و «الخبر الرسمي» إلى الأفق الرحب من الإعلام المتوازن، الذي يعالج مشكلات الشارع عبر الانفتاح عليه والنزول إليه لا عبر الانغلاق بالمكاتب والبرامج التسجيلية. ثانيها عدم امتلاك القدرة اللُغوية السليمة. نعم، ليسوا كذلك كلهم فمنهم الصحافي المبدع محمد الشروقي، بل هناك بعض منهم وأضرب مثالا بالمذيعة التي تقدم برنامج «جولة في الصحافة المحلية» وهذا معيب. أما ثالثها فالانتقالات الكثيرة بين «الأغاني الطربية» والأخبار والبرامج الصحافية، التي تثبت وجوب إيجاد خطة تصحيحية ترسم لها خطا واضحا.

فهل تدخل الإذاعة في خطة تصحيحية أخرى تستفيد ولو بالنزر القليل من الإذاعات المرموقة لتصحيح أوضاعها؟ نتمنى ذلك!