سبحان الله كلمة ينطق بها لسانك تلقائيا عندما ترى أي شيء تدهشك خلقته... فقبل يومين تقريبا ذهبت برفقة إحدى الصديقات إلى محل لبيع أسماك الزينة، وخلال جولتنا في المحل، لفتت انتباهنا سمكة جميلة «سبحان الله»، من شدة جمالها تجمعت حولها جميع الأسماك التي كانت يشاركنها الحوض وكأنها أخذت بالتناقش حول جمالها (عقره في السمكة الجميلة يعني)... لم تكن تلك الأسماك الوحيدات اللاتي تناقشن في جمال السمكة، بل حتى نحن، فعلى رغم أنني جاهلة في مجال أسماك الزينة... لكنني لم أر في جمالها فقد كان جسدها منقوشا على شكل وردة وكأنها رسمت لنفسها «وشما»، أما عيناها فقد كانت واسعتين وكأنهما عيا آدمي وليستا لحيوان، أما شفتاها فقد كانت بارزتان وتختلفان عن شفتي جميع الأسماك، وكأنهما شفتا الممثلة الأميركية أنجلينا جولي... هل تستطيع أن تتخيل الشكل؟! ان لم تستطع فسأدلك على المحل لترى بنفسك!!.
وجه البائع علته ابتسامه ساخرة من تجمهرنا أما «جميلة السمك»... فسألته إحدانا: بكم هذه السمكة؟!، فأجاب: سعرها خمسة دنانير... استغربنا السعر، فقد كان حجم السمكة صغيرا مقارنة بسعرها، فما كان من البائع إلا أن أخبرنا بأن هذه السمكة مختلفة عن كل الأسماك، فقد عرضت لحقن بالأبر، هو الذي نفخ شفتيها وأبرز رسم الورد على جسدها كما أبرز عينيها... يعني عملية حقن بـ»البوتكس».... والله عجيب هالزمن حتى السمك ما سلم من عمليات التجميل!.
خرجنا من المحل مستغربات عبث الإنسان حتى في جمال خلق الله، إذ لا اعتقد أن سمك الزينة بطبيعة بحاجة إلى عمليات تجميل، فإلى متى سيستمر الإنسان في العبث ببدائع ما في الكون؟.
العدد 2111 - الإثنين 16 يونيو 2008م الموافق 11 جمادى الآخرة 1429هـ