«نقل الواقع» إحدى وظائف وسائل الإعلام، ولاسيما إن كان هذا الواقع يحتاج إلى وضع اليد على مكامن الخطأ فيه، في الوقت الذي لا يمكن إغفال وجود شعرة رقيقة بين واقعية المجتمع وتعريته، وهذا ما حدث في الفيلم المصري الجديد الذي نزل حديثا في دور العرض المصرية، وهو من إنتاج «مؤسسة السبكي للإنتاج الفني» تحت اسم «كباريه» الذي جسد الصراع بين الدين والدنيا محاولا التعريج على فكرة أن لغة الحوار أجدى من لغة العنف... وإن كانت الفكرة جيدة إلى حد ما إلى أن ما وقع فيه الفيلم واستهجنه الكثير من المشاهدين ولاسيما الخليجيون منهم هو مشاركة أحد الفنانين الكبار من دولة الكويت في الفيلم لتجسيد دور السائح الخليجي الذي لا هم له سوى السفر كل عام «لأم الدنيا» لنيل قسط من حرية حرم منها في دياره.
ولم تقف المشاهد عند هذا الحد، فقد صور ممثلنا ثراء الخليج، استهتاره، وجسَّد الخيانة بكل معانيها.
قد يكون ما جاء في الفيلم فيه شيء كبير من الصحة، بيد أن تجسيد فنان كويتي لهذا الدور جاء بنتيجة عكسية اعتبرها الجمهور تهجما على الخليج ككل، وتعرية لواقعه أمام الجميع.
العدد 2110 - الأحد 15 يونيو 2008م الموافق 10 جمادى الآخرة 1429هـ