«مضروبة تحيا إذا ما ضربتها... وإن تركتها من شدة الضرب ماتت»، أعرف أنه لغز قديم ولكنني بدأت به لأن جواب مشكلتنا اليوم هي الكرة أيضا.
قبل أسبوع تقريبا بدأت تصفيات الأمم الأوروبية أو «يورو 2008»، وبدأ هوس عشاق كرة القدم من الرجال يبرز للعلن، إذ صدق من سماها «الساحرة المستديرة»... النسوان هذه الأيام مسكينات ومغلوب على أمرهن، فهن تحت الإقامة الجبرية في بيوتهن على رغم أننا للتو قد بدأنا إجازة الصيف بعد انتهاء أبنائنا من الامتحانات النهائية، ولكنهن مضطرات إلى الخضوع لمفعول معشوقة الجماهير التي بات هوس أزواجنا بها جنونيا ولا يطاق.
الله يكون بعون كل امرأة زوجها عاشق للكرة... ففي تعليق لإحدى السيدات قالت: بعد أن انتهينا من مباريات الدوري الإيطالي والإسباني: «ظننت أن أزمتنا فرجت وأن النظام الأسري سيعود إلى طبيعته، لكن فرحتنا لم تدم طويلا، إذ قرأت في الصحف عن بدء يورو 2008، فعاد إلينا مسلسل جديد من النكد والغم الذي بات سمة العلاقة التي تربطني بزوجي». وتضيف «أصبحت المصطلحات العائلية الجديدة التي تسيطر على كلامنا 99 في المئة منها كروية... أنا فعلا بت أغار من كرة القدم، ولو تزوج زوجي امرأة أخرى لما كرهتها بقدر ما أكره كرة القدم... الإمام علي بن أبي طالب (ع) يقول: لو كان الفقر رجلا لقتلته، ولكنني أقول لو كانت الكرة امرأة لقتلتها».
هذه قصة بسيطة من القصص التي نسمع عنها هذه الأيام في ظل الحماس الذي نراه في المقاهي، وحتى في البيت، من مشاهدي «يورو 2008»، ولتفادي هذه المشكلات وهذا النكد والغم، قالت لي زميلة في العمل بناء على تجربة شخصية مرت بها: «اتفقت مع زوجي على أن أشاركه متابعة بعض المباريات على شرط أن يلتزم بأمور أخرى... نحن في موسم أفراح وعلينا الكثير من الالتزامات العائلية التي لا أستطيع أن أقوم بها بمفردي من دون وجود زوجي، لذلك اتفقت معه على أن أشاركه مشاهدة بعض المباريات في مقابل أن يلازمني في زياراتي الأسرية»... وتتابع بابتسامة عفوية «صحيح أنني أملّ من مشاهدة المباريات لكن علي تنفيذ الشق الخاص بي حتى لا يتحجج زوجي بنقض الاتفاق، فهو يستغل كل فرصة لمشاهدة المونديال الذي انتظره طويلا».
في الختام ما أقول إلا: «الله يعينكن، ويصبركن... هانت باقي بس كم أسبوع (قليل لا؟!)».
العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ